
أ. الأطروحة المركزية
الذات المشكلة بالسلطة (“من نحن؟”): الذات الفردية والجماعية تتشكل من خلال الخضوع للهيكل السلطوي والأيديولوجي، وليس قبلها. هذا الخضوع يضمن الاعتراف والهوية لكنه يقيد الحرية. النخبة تشعر بأنها “مجرد موظف” لأن هويتها مشروطة بالإطار الحزبي.
الإرادة المشروطة (“ماذا نريد؟”): الرغبات داخل الحزب أو المؤسسة ليست حرّة تمامًا، بل معاد صياغتها ضمن التمثلات الأيديولوجية. الثورة غالبًا “للتحريك” لا للتغيير المطلق، ما يولد شعورًا بالحدود والعبثيةالحل المقترح – التفكير النقدي التوقعي: وعي آليات السلطة مسبقًا، كشف السرديات، إعادة التفاوض على الهوية والالتزام، وتحويل التناقض إلى أداة إبداعية.
تطبيق على الجماعة (اليسار): انقسام اليسار ناتج عن عدم وعي الجماعة بذاتها كخاضعة للسلطة، واستمرار الهيمنة النفسية للأيديولوجيات الموروثة.
ب . نقد حدود الرؤية
- التركيز النفسي على حساب المادي-الطبقي:
الشعور بالاغتراب ليس مجرد إخضاع نفسي، بل يرتبط بالعلاقة المادية مع الحزب أو الدولة (رواتب، مناصب، امتيازات).
المثال: المناضل يصبح “بروليتاري فكري”، وعلاقة الخضوع الاقتصادية لا تقل أهمية عن النفسيّة. - افتراض “براءة” أو “نقاء” أولي للذات:
النص يفترض وجود رغبة أصيلة في التحرر، لكن وفق فوكو، الذات نفسها منتَج سلطوي بالكامل.
صراع النخبة قد يكون بين هويات سلطوية متعددة وليس بين “ذات حقيقية” و”سلطة خارجية”. - إمكانية التطبيق العملي للتفكير النقدي التوقعي:
الفكر التوقعي نخبوياً؛ ليس كل عضو قادر على وعيه أو تطبيقه.
الخطاب النقدي قد يتحوّل أداة سلطوية جديدة تمنح الشرعية فقط للنخبة المثقفة. - التفاوض مع الجناح التحديثي داخل الدولة:
افتراض وجود جناح نزيه وقابل للتفاوض قد يكون مثاليًا.
غالبًا، التفاوض يعني قبول شروط اللعبة التي تحافظ على هيمنة الدولة، ما قد يعمّق شعور النخبة بالوظيفية والعبودية السياسية. - خاتمة: قوة التشخيص وتحديات العلاج القوة: التشخيص يربط بذكاء بين الخضوع والتحرر النفسي، ويكشف جذور اغتراب النخبة، مستفيدًا من أدوات فلسفية قوية.
الحدود: يغفل البعد المادي-الاقتصادي، صعوبة تطبيق الحلول النظرية على أرض الواقع، ويفترض إمكانية تفاوض مثالي مع الدولة.
الاستنتاج: النص يجيب بعمق عن “لماذا” نشعر بأننا مجرد موظفين، لكنه يحتاج إلى دمج تحليلات اقتصادية وتنظيمية وسياسية ليصبح خطة عمل قابلة للتطبيق عمليًا. - شعور الفرد والجماعة بالوظيفية
عندما تصبح الذات مشروطة بالكامل بالهيكل السلطوي والأيديولوجي، يشعر الأفراد أنهم مجرد موظفين أو أدوات.
هذا الإحساس يولّد حساسية مفرطة لأي تقييد إضافي، فيتجه البعض نحو الانشقاق كطريقة لإعادة استعادة شعور بالحرية أو الاستقلالية، حتى لو كان الانشقاق يضعهم في موقف أضعف سياسياً. - التناقض بين الرغبة في الاعتراف والرغبة في التحرر
بتلر توضّح أن الذات ترغب في الاعتراف (الهوية المرتبطة بالهيكل) وفي نفس الوقت تريد التحرر.
هذا التناقض يولد ضغطًا نفسيًا مستمرًا، ويجعل بعض الأعضاء يختارون الانفصال كحل مؤقت لتخفيف التوتر، رغم أن الانفصال قد لا يحل المشكلة الأساسية. - الهيمنة النفسية للأيديولوجيات الموروثة
الانقسامات السابقة والخبرات التاريخية للفشل أو الإخضاع تترك أثرًا طويل الأمد.
الأفراد والجماعات الذين يشعرون بأن “التفاوض الداخلي مستحيل” أو أن “المساحات الديمقراطية داخل الحزب محدودة” يميلون إلى خلق كيانات جديدة أو الانشقاق كطريقة لاستعادة الفاعلية. - غياب أرضية مشتركة واقعية
عندما لا يوجد حد أدنى من التوافق على الأولويات العملية، تتحول الخلافات النظرية أو الأيديولوجية إلى صراعات شخصية وجماعية.
الانشقاق يصبح نتيجة طبيعية لغياب قنوات تواصل فعّالة وإدارة التعددية. - الانقسام كآلية دفاعية
الانشقاق والانفصال غالبًا يكون آلية دفاعية نفسية وجماعية: طريقة لتقليل شعور الإحباط أو لتجنب الاستسلام الكامل للهيكل السلطوي الذي يعيق الهوية الفردية والجماعية.
خلاصة: ازدهار الانشقاق والانفصال ليس مجرد فشل تنظيمي أو نزعة مادية، بل هو نتيجة تراكم نفسي–سلطوي–أيديولوجي، مرتبط بالشعور بالوظيفية، التناقض الداخلي، الهيمنة التاريخية للأيديولوجيات، وغياب أرضية مشتركة للتفاوض.
وسيظل السؤال مفتوحا على إشكالية مطلب الحرية وعلاقته بتمثلات الهوية …