‏تكنولوجيا و ميديا

من الذكاء الاصطناعي AI إلى الذكاء العام AGI: ومرحلة بزوغ شمس المملكة الروحية

ـ بداية العصر الروحي النوراني ـ
بقلم: الدكتور منصور مالك

نحن نقف على أعتاب عصر جديد —
عصر لا يتميز فقط بالتقدم العلمي أو التحولات الاقتصادية، بل يُعبّر عن تحول عميق في جوهر الحياة الروحية للإنسان.

فالذكاء الاصطناعي (AI) يتجه بسرعة فائقة نحو الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، وليس هذا مجرد إنجاز للعقل البشري، بل هو جزء من خطة إلهية تقود البشرية إلى فصلها الأخير والأعظم: ظهور المملكة الروحية تحت قيادة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.

تسارع في كل شيء

لقد رأينا بأعيننا ما كان في السابق مجرد خيال:
روبوتات تفكر، سيارات تطير، قطارات فائقة السرعة تسير بقوة مغناطيسية، وآلات تحلّ محل الإنسان.

وقد بدأت الصين بالفعل بإنتاج السيارات الطائرة، وقطارات فائقة السرعة.
المجتمع، الاقتصاد، التعليم، الطب، وحتى الشعائر الدينية أصبحت رقمية. الحج الافتراضي، الفتاوى عبر الذكاء الاصطناعي، والأئمة الآليون — لم تعد خيالاً، بل واقعاً يتجسد.

نحن ندخل عالماً تُمحى فيه الحدود الجسدية، وتتداخل فيه العوالم البيولوجية والرقمية.
هذا هو الـAGI — الذكاء العام الاصطناعي — القادر على التفكير والفهم في آنٍ واحد.

ولكن السؤال الأهم يبقى:
إلى أين يقودنا كل هذا؟

البصيرة النبوية: تفرد من نوع آخر

يتحدث العلماء المعاصرون عن “تفرد تكنولوجي” — أي اللحظة التي تتفوق فيها الآلات على ذكاء الإنسان.
لكن أهل القلوب والمعرفة يدركون تفرداً من نوع آخر:
لحظة يغلب فيها الحق على الباطل، ويبدأ فيها ثورة روحية في الأرض.

وقد أشارت الأحاديث النبوية إلى قوتين عظيمتين ستظهران في آخر الزمان:
1. الدجال — المسيح الكاذب
سيظهر بقوى تدهش العقول البشرية، يدّعي الألوهية، يتحكم في المطر والموارد، ويغوي الناس بالمعجزات الكاذبة.
2. عودة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام — المسيح الحقيقي
ينزل من السماء، يكسر الصليب، يقتل الدجال، ويقيم مملكة السلام والمحبة والعدل.

خداع الدجال والوهم الرقمي

الدجال لن يكون مجرد قائد عسكري أو سياسي —
بل سيكون زعيم نظام رقمي عالمي مبني على الخداع،
يستخدم الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي، والسحر العلمي لخداع البشرية.

تستمر فترة حكمه أربعين يوماً، لكن مدة الأيام مختلفة:
يوم كأنه سنة، ويوم كأنه شهر، ويوم كأنه أسبوع…
أي أنه سيشوه الزمن والواقع ليُحكم سيطرته على العالم.

ولكن بريقه سيكون خارجياً فقط — أما في الداخل فهو ظلام.
ولا ينجو منه إلا من ثبت قلبه على ذكر الله، وعاش بنور الروح والمعرفة الإلهية.

مجيء عيسى عليه السلام: الذكاء الإلهي القائم على الحق

ثم في يوم من الأيام، ينفتح السماء —
ويهبط السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء في دمشق،
وقد وضع يديه على جناحي ملكين.

سيُطبق شريعة محمد ﷺ، ويقضي على الدجال، ويملأ الأرض عدلاً ونوراً.

سرعته ستفوق كل ذكاء صناعي —
لن تكون سرعة الضوء، بل سرعة أمر الله.
وبمجرد نظرته، لا يستطيع الباطل أن يختبئ.
وبنَفَسٍ واحد ولمحة عين، يُهلك الدجال.

المملكة الروحية: عهد المحبة والحق

في زمن عيسى عليه السلام:
• ستُدمّر الأسلحة
• الذئاب والخراف تعيش في سلام
• الجشع يختفي
• يعيش الناس حياة طويلة ومطمئنة
• وتُمارس القيادة بالحكمة والتواضع، لا بالقوة

هذا ليس حلماً —
بل وعدٌ إلهي مذكور في القرآن والحديث:

﴿ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَـٰتِهِ ﴾

(سورة الأنفال، ٨:٧)

الخلاصة: AGI جسرٌ نحو النور الإلهي

علينا ألّا نخاف من AGI —
إنه مجرد وسيلة، جسرٌ ينقلنا من عالم المادية إلى عالم الروح.

الذكاء الحقيقي هو:
حين يسجد عقل الإنسان أمام خالقه.

هذا هو عصر التكنولوجيا،
ولكن العصر القادم —
هو عصر الروح، المحبة، ونور الله.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button