‏آخر المستجداتبقية العالم

“من خلال عيونهم”.. صور تُوقظ الضمير العالمي من قلب مدريد إلى أنقاض غزة

(كش بريس/خاص)ـ

يحتضن متحف تيسين-بورنيميزا في مدريد معرضاً فوتوغرافياً استثنائياً بعنوان “من خلال عيونهم”، يضم 27 صورة التقطها مصوّرون صحافيون من قلب قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. المعرض، الذي يُقام في القاعة الرئيسية لأحد أشهر متاحف العاصمة الإسبانية، يقدّم شهادات بصرية صادمة عن مأساة إنسانية متواصلة، في محاولة لـ“إيقاظ الضمائر” كما يؤكد المنظّمون.

صور تقاوم النسيان

اللقطات المعروضة تنقل مشاهد يومية لسكّان غزة وهم يتلقون شحنات ماء وطعام من المنظمات الإنسانية، وأطفال يتابعون حصص تعلّم وسط أنقاض مدارسهم ومنازلهم المهدّمة. إنها صور لا تبحث عن الجمال بقدر ما تبحث عن العدالة، توثّق القصف والدمار والتهجير القسري واستهداف المستشفيات والمدارس التابعة للأمم المتحدة، وصولاً إلى مشهد المجاعة الذي يضغط على حياة مئات الآلاف.

شهادات تفضح القتل الممنهج

راكيل مارتي، المديرة التنفيذية لوكالة “الأونروا” في إسبانيا، شدّدت على أن المعرض يكشف “واقعاً أليماً” يعيشه الصحافيون في غزة، مشيرة إلى أن إخفاء أسماء المصوّرين هو إجراء لحمايتهم من الاستهداف. منظمة “مراسلون بلا حدود” وثّقت استشهاد أكثر من 210 صحافيين منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية بعد هجوم السابع من أكتوبر، ما يجعل كل صورة شهادة محفوفة بالخطر.

دعوة إلى الضمير العالمي

وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون وصف الصور بأنها “نظرات إنسانية تجبرنا على الاعتراف بكرامة شعب يعاني”، بينما رأى مدير المتحف الفني غييرمو سولانا أن المعرض يهدف إلى “فتح أعين من يرفضون رؤية ما يحدث”. هكذا تتحوّل قاعة الفن العريقة إلى منبر احتجاج بصري يزعزع حالة اللامبالاة.

مقاومة رمزية في قلب أوروبا

هذا المعرض ليس مجرد حدث فني، بل هو فعل مقاومة رمزية في قلب أوروبا، يكشف دور الفن في مواجهة التعتيم الإعلامي ومحاولات طمس الحقيقة. فإخفاء أسماء المصوّرين يذكّر بأن الصورة في مناطق النزاع قد تساوي حياة صاحبها، وأن الصحافة المستقلة باتت ساحة مواجهة مباشرة مع آلة الحرب.

كما يطرح المعرض سؤالاً أخلاقياً على المتلقي:

  • هل يكفي التعاطف العابر أمام الصور الصادمة؟
  • أم أنّ المطلوب تحرّك سياسي ومجتمعي يحاسب المعتدين ويصون حياة المدنيين والصحافيين؟

في هذا المعرض، يصبح المتحف مساحة مقاومة وذاكرة، حيث تتجاوز الصور إطارها الجمالي لتتحول إلى وثائق اتهام، تعيد إلى الواجهة معركة الوعي والكرامة الإنسانية، وتؤكد أن الفن قد يكون أحياناً آخر خطوط الدفاع عن الحقيقة.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button