
(كش بريس/التحرير)ـ أُعلن، اليوم، عن تأسيس “لجنة التضامن مع ضحايا فيضانات آسفي”، مطالِبة بإعلان المدينة منطقة منكوبة، وفتح تحقيق فوري وشامل في ملابسات الفاجعة، يشمل كافة الأطراف المعنية.
وتضم اللجنة في صفوف مؤسسيها كلًا من فيدرالية اليسار الديمقراطي، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب النهج الديمقراطي العمالي، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والجبهة الاجتماعية المغربية، و”أطاك المغرب”، والجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي، إلى جانب الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
وأكد المؤسسون أن فاجعة آسفي “ليست حادثًا عابرًا ولا مجرد قضاء وقدر”، بل تشكل نتيجة مباشرة لتراكم سنوات من الإهمال والتهميش البنيوي، وسوء تدبير البنيات التحتية، وغياب سياسات عمومية تجعل سلامة المواطنين وحقهم في الحياة في صدارة الأولويات.
وأوضح بيان التأسيس أن هذه الكارثة كشفت، مرة أخرى، عن الوضع المتردي لشبكات الصرف الصحي والمرافق العمومية بالمدينة، في مقابل استمرار توجيه المال العام نحو مشاريع لا تستجيب للأولويات الاجتماعية، بدل الاستثمار في تأهيل آسفي وحماية ساكنتها من المخاطر المتكررة.
وفي السياق ذاته، نوّهت الهيئات المؤسسة بما وصفته بـ”العمل البطولي والجبار” الذي قام به شباب المدينة، سواء في إنقاذ الأرواح، أو انتشال الضحايا، أو المساهمة في حراسة المحلات.
ودعت الأحزاب والمنظمات النقابية والمدنية الموقعة إلى إعلان مدينة آسفي منطقة منكوبة، وما يستتبع ذلك من إجراءات استعجالية تشمل التعويض، وإعادة الإيواء، وتأهيل البنيات المتضررة.
كما طالبت بفتح تحقيق فوري، جدي وشفاف في أسباب هذه الفاجعة، يكون مفتوحًا على جميع المعنيين، مع تتبع نتائجه وترتيب المسؤوليات اللازمة.
وشددت لجنة التضامن مع ضحايا فيضانات آسفي على ضرورة إطلاق تأهيل شامل ومستعجل للمدينة على مختلف المستويات، مع تخصيص ميزانية استثنائية لهذا الغرض، عوض تبديد المال العام في مشاريع لا تمثل أولوية حقيقية للساكنة، داعية إلى القطع مع سياسات عمومية تقدّم منطق الربح والاستعراض على حساب الحق في الحياة والكرامة.
وأكد المصدر ذاته أن اللجنة تبقى مفتوحة في وجه جميع الهيئات الديمقراطية، وجمعيات التجار، والضحايا وذويهم، والنقابات، واللجان الشعبية، وكافة القوى الحية بالمدينة.
وأعلنت اللجنة عزمها تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأحد المقبل، تعبيرًا عن الغضب الجماعي ورفضًا لسياسة الإهمال والتهميش، تسبقها ندوة يوم السبت لتسليط الضوء على ملف ضحايا الفيضانات ومطالب الساكنة.
وفي ختام البيان، تقدمت الإطارات والفعاليات المؤسسة للجنة بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلات الضحايا وإلى عموم ساكنة مدينة آسفي، على إثر الخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي خلفتها الفيضانات الأخيرة.
ويُذكر أن الفيضانات الخطيرة التي شهدتها مدينة آسفي مساء الأحد 14 دجنبر 2025 أسفرت عن وفاة أزيد من 37 مواطنة ومواطنًا، وإصابة عدد من الأشخاص الذين يتلقون العلاج بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، فضلًا عن أضرار مادية واسعة.





