
(كش بريس/التحرير)ـ عقد المكتب المحلي للنقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، اجتماعًا طارئًا للوقوف على حيثيات الحادثة التي تعرضت لها السيدة عواطف البوعزيزي، نائبة الكاتب المحلي للنقابة، من طرف مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة، والتي تمثل سلوكًا إداريًا غير مسؤول وانتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية، وخرقًا للقيم الأساسية التي يفترض أن تحكم العلاقة بين المسؤول والمرؤوس.
تجلّى هذا التعسف في تبخيس العمل الإداري للموظفة ونعثها بأنها “مريضة نفسيًا”، إضافة إلى إغلاق الباب في وجهها بقوة مفرطة، ما يشكل اعتداءً جسديًا رمزيًا ومهينًا. هذا التصرف يعيد إلى الأذهان ممارسات شطط السلطة والانتهاكات القديمة، ويشكل خرقًا للقوانين المؤطرة للوظيفة العمومية، مؤثرًا سلبًا على بيئة العمل وسمعة المؤسسة الجامعية كفضاء للعلم والاحترام.
إن هذه الحادثة لا تعكس مجرد تقصير إداري، بل تُظهر أزمة قيم داخل المؤسسة، حيث تم تجاهل الحوار المسؤول وآليات التعامل المهني، ما يهدد العلاقة بين الإدارة والموظفين ويضعف ثقة الجميع في بيئة العمل. ويُضاف إلى ذلك الأثر النفسي والمعنوي على الموظفة، الأمر الذي يجعل من التعسف ممارسة غير مقبولة على أي مستوى.
وإذ يُعبّر المكتب المحلي عن استنكاره الشديد وإدانته القاطعة لهذه السلوكات، فإنه يعلن تضامنه المطلق مع السيدة عواطف البوعزيزي، ويحمّل إدارة المؤسسة المسؤولية الكاملة عما حدث، داعيًا إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاستعادة هيبة المرفق العمومي وحماية كرامة الموظفين. ويؤكد المكتب أن ما وقع يُعد شططًا في استعمال السلطة وإيذاءً نفسيًا ينعكس سلبيًا على بيئة العمل، ويجدد تمسكه بثقافة الحوار الجاد والمسؤول كآلية حضارية لمعالجة الخلافات، بعيدًا عن التهديد والإهانة.
كما يوضح المكتب أن الدفاع عن كرامة الموظف واجب نقابي وإنساني لا تراجع عنه، ويشدّد على أهمية مشاركة جميع الموظفين والموظفات في الوقفة الاحتجاجية المقررة أمام إدارة المؤسسة يوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، تضامنًا مع الضحية ودفاعًا عن حقوق جميع العاملين بالمرفق العمومي. ويختم المكتب المحلي بالتأكيد على استمرارية نضاله المسؤول من داخل الإطار الكونفدرالي، دفاعًا عن الكرامة، والعدالة المهنية، واحترام الإنسان في كل الفضاءات الجامعية.