‏آخر المستجداتبقية العالم

2025 عام التحولات الكبرى: صراعات مفتوحة وتوازنات مهزوزة

(كش بريس/وكالات بتصرف)ـ بين العودة اللافتة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، واستمرار الحرب في أوكرانيا، وتصاعد النزاع الدموي في السودان، طبع عام 2025 بسلسلة من التحولات والأحداث الكبرى التي أعادت رسم ملامح المشهد الدولي. وفي ما يلي أبرز محطات هذا العام المضطرب:

عودة دونالد ترامب القوية

منذ عودته إلى الرئاسة في يناير/كانون الثاني، باشر دونالد ترامب تنفيذ أجندته القائمة على شعار “أمريكا أولاً”، عبر إصدار حزمة واسعة من الأوامر التنفيذية، رغم تعليق القضاء لبعضها. وشملت هذه الإجراءات إشعال حرب تجارية، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين، إضافة إلى تفكيك قطاعات كاملة داخل الإدارة الفدرالية.

ويرى معارضوه أن سياسات ترامب مثّلت تهديداً للحقوق الأساسية ولتوازن المؤسسات، خاصة مع لجوئه إلى نشر الحرس الوطني في مدن كبرى يديرها ديمقراطيون، وتضييقه على وسائل الإعلام، ومحاربته لبرامج التنوع والشمول. في المقابل، أظهرت استطلاعات الرأي تنامي الغضب الشعبي بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع تكاليف الحياة، فيما وضعت الهزائم الانتخابية للحزب الجمهوري في عدد من الولايات قادته أمام تحديات كبيرة قبيل انتخابات منتصف الولاية عام 2026.

وقف إطلاق النار في غزة

في قطاع غزة، أفضت الضغوط الأمريكية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، بعد حرب مدمرة استمرت عامين. وسمح الاتفاق، المستند إلى مقترح سلام قدمه ترامب، بتبادل الأسرى بين الجانبين، إلى جانب زيادة تدفق المساعدات الإنسانية، رغم بقائها دون مستوى الاحتياجات الفعلية للسكان، بحسب الأمم المتحدة.

غير أن مستقبل الاتفاق لا يزال محفوفاً بالتوتر، في ظل تعثر المفاوضات بشأن مرحلته اللاحقة، خاصة ما يتعلق بنزع سلاح حماس، واستمرار الخروقات الإسرائيلية عبر ضربات متكررة على القطاع. وتزامن ذلك مع تصعيد إقليمي، شمل غارات إسرائيلية على مواقع لحزب الله في لبنان.

وفي تطور غير مسبوق، شنت إسرائيل في 13 يونيو/حزيران هجوماً مباشراً على إيران، ما فجّر حرباً استمرت 12 يوماً وشاركت فيها الولايات المتحدة عبر استهداف منشآت نووية إيرانية. كما نفذت إسرائيل في سبتمبر/أيلول غارات على أراضي قطر، استهدفت قيادات من حركة حماس في الدوحة.

منعطف دموي في السودان

شهدت الحرب السودانية منعطفاً خطيراً مع سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول، بعد حصار دام 18 شهراً. وأفادت تقارير أممية بوقوع مجازر وعمليات اغتصاب ونهب واسع ونزوح جماعي للسكان، وسط شهادات موثقة عن فظائع أعادت إلى الأذهان مشاهد حرب دارفور في مطلع الألفية.

وبسقوط الفاشر، أصبحت عواصم ولايات دارفور الخمس تحت سيطرة قوات الدعم السريع، التي وسّعت نفوذها أيضاً إلى إقليم كردفان، ما يهدد بتقسيم السودان فعلياً بين شرق يخضع لسيطرة الجيش وغرب تهيمن عليه هذه القوات. وتصف الأمم المتحدة هذا النزاع بأنه “حرب فظائع”.

مساعٍ معقدة لإنهاء حرب أوكرانيا

أعادت عودة ترامب إلى السلطة الزخم إلى الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ الغزو الروسي عام 2022. وتخللت هذه الجهود مواقف متقلبة لترامب تجاه الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصلت إلى حد توبيخ الأخير علناً في البيت الأبيض.

ورغم عقد محادثات مباشرة بين موسكو وكييف، وقمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا، لم يتحقق أي اختراق حقيقي، في ظل تمسك روسيا بمطالبها الإقليمية. وعلى الأرض، واصلت القوات الروسية تقدمها شرق أوكرانيا، بينما تصاعد تبادل الضربات على منشآت الطاقة والبنى التحتية.

تصعيد الحرب التجارية

واصل ترامب سياسته الحمائية عبر فرض رسوم جمركية متفاوتة على واردات بلاده، شملت قطاعات استراتيجية كالصلب والألومنيوم والنحاس، ما أدى إلى توترات دولية حادة، لا سيما مع فنزويلا. واتهمت واشنطن الرئيس نيكولاس مادورو بقيادة شبكة إجرامية مرتبطة بتجارة المخدرات، معلنة مكافأة مالية ضخمة مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

ظواهر مناخية غير مسبوقة

اتسم عام 2025 أيضاً بتصاعد الظواهر المناخية المتطرفة، من فيضانات مدمرة إلى أعاصير وحرائق غابات واسعة، نتيجة التغير المناخي. فقد خلّف إعصار “ميليسا” دماراً واسعاً في منطقة الكاريبي، بينما شهدت جنوب شرق آسيا وسريلانكا فيضانات وانهيارات تربة أودت بحياة الآلاف.

وفي أوروبا، سجل صيف 2025 حرائق غابات قياسية، خصوصاً على الساحل الفرنسي للمتوسط، فيما تسببت حرائق ضخمة في الولايات المتحدة بإغلاق أجزاء من متنزه غراند كانيون، أحد أبرز المعالم السياحية في البلاد.

هكذا، بدا عام 2025 عاماً استثنائياً في كثافة أزماته، حيث تداخلت الصراعات الجيوسياسية مع الأزمات الاقتصادية والكوارث المناخية، مرسخة شعوراً عالمياً بعدم الاستقرار.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button