
ـ وقفة رمزية من أجل الحقيقة والكرامة ـ
(كش بريس/التحرير)ـ تخليدًا لليوم الوطني للمختطف، الذي يصادف 29 أكتوبر من كل عام، والذكرى الستين لاختطاف واغتيال القائد السياسي المهدي بنبركة سنة 1965، والذكرى الثالثة والخمسين لاختطاف المناضل الحسين المنوزي سنة 1972، أعلنت لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب عن دعمها وتثمينها لمبادرة هيئة متابعة توصيات المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بتنظيم وقفة رمزية يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025 على الساعة السادسة مساء، قبالة محطة القطار المدينة بالرباط. وتنظم هذه الوقفة تحت شعار معبّر: “نضال مستمر من أجل إحداث آلية وطنية لاستكمال الحقيقة.”
من الذاكرة إلى الفعل الجماعي:
تدعو اللجنة في بلاغها جميع الضحايا وذوي الحقوق والعائلات والمناضلين، إلى جانب الهيئات الحقوقية والسياسية والنقابية والمدنية والنسائية والشبابية والإعلامية، للمشاركة في هذه الوقفة، باعتبارها فعلًا رمزيًا يختزل معركة ممتدة ضد النسيان، ويؤكد أن العدالة الحقيقية تبدأ من الاعتراف بالانتهاك ومساءلة المتورطين فيه.
ففي بلد راكم تجربة مهمة في العدالة الانتقالية من خلال عمل هيئة الإنصاف والمصالحة، لا تزال الحقيقة الناقصة والملفات غير المكتملة تلقي بظلالها على مسار المصالحة، وتجعل من مطلب إحداث آلية وطنية لاستكمال الحقيقة ضرورة تاريخية وأخلاقية لضمان عدم التكرار وبناء الثقة بين الدولة والمجتمع.

الذاكرة ليست عبئًا.. بل شرطًا للتحرر:
تحمل الذكرى الستون لاختطاف المهدي بنبركة، أحد أبرز رموز النضال الديمقراطي والوطني، بعدًا يتجاوز التذكّر إلى مساءلة الحاضر: هل استطاع المغرب أن يؤسس لعدالة تعيد للذاكرة معناها وللتاريخ توازنه؟
إن الذاكرة الوطنية ليست عبئًا على المستقبل، كما يحلو للبعض أن يصفها، بل هي شرط ضروري لتحرر الوعي الجمعي من ثقافة الإفلات من العقاب. فكل نضال من أجل الحقيقة هو في جوهره نضال من أجل بناء مغرب جديد، مغرب لا يطوي صفحاته المظلمة بالنسيان، بل بالمكاشفة والمحاسبة والإنصاف.
من أجل مغرب الحقوق والحريات:
إن وقفة 29 أكتوبر ليست مجرد استعادة رمزية لوقائع الماضي، بل استعادة لإرادة المجتمع في ألا يتكرر الماضي. فهي دعوة لتجديد الالتزام الجماعي بمبادئ حقوق الإنسان، وللتأكيد على أن الاختفاء القسري ليس ملفًا من الماضي بل امتحانًا يوميًا لضمير الدولة.
ومن هذا المنطلق، يشكل شعار الوقفة – “نضال مستمر من أجل إحداث آلية وطنية لاستكمال الحقيقة” – خريطة طريق لمرحلة جديدة في الذاكرة المغربية، تُبنى فيها المواطنة على الحق في المعرفة، والحرية على الاعتراف بالكرامة الإنسانية.





