(كش بريس/التحرير)ـ في خطوة جديدة لتعزيز التحول الإيكولوجي داخل العالم القروي، شرعت وكالة التنمية الفلاحية في تفعيل مرحلة جديدة من شراكاتها مع الفاعلين المدنيين، بهدف إطلاق مشاريع ميدانية ضمن برنامج “إحياء” المخصص لمواكبة الاستغلاليات الفلاحية الصغيرة في تبنّي نماذج زراعية أكثر استدامة. ويأتي هذا البرنامج كجزء من توجه وطني يروم تجديد أساليب الإنتاج وتحسين مردودية الفلاحين، مع وضع الاعتبارات البيئية في صلب السياسات الفلاحية.
ويرتكز البرنامج على غلاف مالي يبلغ 4 ملايين أورو في شكل هبة، بتمويل مشترك بين الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي، على أن يمتد تنفيذه على مدى ثلاث سنوات.
ويستهدف “إحياء” تحقيق مجموعة من الأهداف المهيكلة، من بينها: تحويل 8000 هكتار إلى ممارسات الزراعة الإيكولوجية، وتحسين الأداء الاقتصادي لـ 2700 استغلالية فلاحية عائلية، ودعم تسويق منتجاتها، إضافة إلى تمكين الفلاحين من اعتماد التقنيات الزراعية المستدامة. ويركّز البرنامج تدخّلاته في ثلاث جهات رئيسية: فاس–مكناس، والجهة الشرقية، وسوس–ماسة.
ويعتمد البرنامج مقاربة جديدة أطلقتها وزارة الفلاحة، تقوم على طلب عروض موجه إلى منظمات غير حكومية وطنية ودولية، بهدف تعزيز التكامل بين مختلف الفاعلين، وتعبئة الموارد المالية والتقنية، والاستفادة من خبراتهم لرفع مستوى التنمية البشرية بالمناطق القروية المستهدفة.
ويأتي برنامج “إحياء” استجابة لجملة من التحديات المتفاقمة بهذه المناطق، من بينها تدهور الموارد الطبيعية وتأثيرات التغيرات المناخية. كما ساهمت أنماط الفلاحة المكثفة السائدة في تدهور التربة، وتراجع التنوع البيولوجي، والاستهلاك المفرط للموارد المائية. وتتعمّق هذه الإشكالات بفعل تقلّص اليد العاملة الفلاحية واستمرار الهجرة القروية، ما يجعل اعتماد حلول مستدامة ومندمجة، كالتي يقترحها البرنامج، ضرورةً ملحّة لدعم صمود النظم الفلاحية المحلية.
