‏آخر المستجداتلحظة تفكير

إدريس عدار: تريليونات العرب وعقوبات “قيصر الروم”

1- أمريكا تقوم بترقية “تحرير الشام” إلى حكومة بدمشق

2- مسؤول أمريكي سابق: الرئيس السوري على علاقة بنا منذ كان اسمه الجولاني

3- السلام على قاعدة اعتراف ترامب بضم الجولان

*******

قانون قيصر الأمريكي استُعمل ضد النظام السوري السابق، وكانت له آثار وخيمة على الشعب السوري. كان الغرض منه إسقاط النظام، إذ المفروض أن يرتفع مباشرة بعد تمكين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة / فرع تنظيم القاعدة بسوريا) من السلطة بدمشق.

لقد تزعمت أمريكا مجموعة “أصدقاء الشعب السوري”، والمتأثر بقانون قيصر هو الشعب السوري لهذا كان لزاما على أصدقائه رفع المحنة دون شروط.

غير أن الأمر تطلب كثيرا من الوقت، حتى شهدنا الاحتفال بالمنطقة بعد قدوم ترامب، الرئيس الأمريكي، إلى المنطقة، فأعلن رفع العقوبات، وتم ربط هذا الرفع بالتريليونات التي حصلتها الشركات الأمريكية من المنطقة.

فهل كانت تريليونات العرب مقابل رفع العقوبات عن سوريا؟

وأي نوع من العقوبات التي تم رفعها؟

وهل سيتم رفع جميع العقوبات مباشرة أم أن ترامب في حاجة إلى العودة إلى الكونغرس؟

عمليا ما كان ينبغي كل هذه الاحتفالية لأن رفع العقوبات مرتبط بتغيير النظام، وقد تم ذلك منذ حوالي ستة أشهر.

لكن الأهم من كل ذلك هو أن هذه المسرحية كلها تخفي حقيقة مرة وهي أن العملية غير مرتبطة لأن أمريكا هي من قامت بترقية هيئة تحرير الشام بزعامة الجولاني لتصبح هي السلطة في دمشق.

فإذا كانت هيلاري كلينتون قالت في مذكراتها إن أمريكا هي التي صنعت جبهة النصرة عن طريق الجنرال باتيرسون، وقال إدوارد سنودن في تسريباته إن الجولاني على علاقة كبيرة بالمخابرات الأمريكية منذ كان في العراق، جاء اليوم الدور على جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، وهو من أشد أعداء محور المقاو/مة ومن أكبر مناصري إسرائيل، حيث قال في حوار مع قناة عربية “نعرف الشرع منذ أن كان اسمه الـجـولانـي وحميناه من ‎الأسد”.

وأردف قائلا “علاقتنا مع الشرع قديمة. تعود إلى أيام كان يُعرف فيها باسم الـجـولانـي”.

حاول بعض أنصار الجولاني التخفيف من حدة هذه التصريحات، واعتبروا الترجمة محرفة، مع العلم أن الحوار كان مع قناة عربية والترجمة فورية، والقناة تتبنى الدفاع عن الجولاني، ومع ذلك فقد عدنا إلى حوارات سابقة للمسؤول الأمريكي، وكل ما جاء فيها لا يختلف بتاتا عما قاله أخيرا.

لقد قال في تصريح لشبكة بي بي إس نيوز في مارس 2021، “إن فرع تنظيم القاعدة في سوريا يُمثل عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا”، موضحا أن “هيئة تحرير الشام الإسلامية المتمردة هي الخيار الأقل سوءًا من بين الخيارات المختلفة بشأن إدلب، وإدلب من أهم المناطق في سوريا، بل هي من أهم المناطق في الشرق الأوسط حاليًا”.

وكانت القناة نفسها أجرت حوارا مع الجولاني قال فيه إن جماعته “لا تُشكل تهديدًا لأمن أوروبا وأمريكا”، وأنها كانت دائمًا “ضد تنفيذ عمليات خارج سوريا”، وفي ذات الحوار ذهب إلى أن لهيئة تحرير الشام والولايات المتحدة مصلحة مشتركة في حمايتهم. والحوار مكتوب في موقع فرونت لاين.

عودة إلى الثمن والمقابل لرفع العقوبات.

هل الثمن هو الصفقات التي عقدها ترامب في المنطقة؟ إذا كان هذا هو الثمن لماذا فرض شروط لهذا الرفع؟

لم يعد خافيا أن هناك لقاءات ثنائية وثلاثية بين إسرائيل وسوريا وتركيا، وانكشف منها لقاء باكو.

الثمن هو السلام مع إسرائيل. سئل ترامب وهو في الطائرة ماذا كان رد الجولاني بعد أن قلت له ينبغي الانخراط في الاتفاق الإبراهيمي، قال ترامب: لقد وافق.

والجولاني نفسه أبدى استعداده للسلام مع إسرائيل وكذلك وزير خارجيته.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (الخميس 15 ماي 2025) قوله إن ن الحكومة السورية الانتقالية على استعداد للسلام مع إسرائيل، وذلك خلال لقائه نظيره السوري أسعد الشيباني في مدينة أنطاليا جنوب تركيا.

قد لا يكون السلام مرفوضا في إطار تسوية ملف الحرب التي دارت بين البلدين في سنة 1967 و1973. لكن أي سلام يمكن الحديث عنه اليوم؟

لو قبلت سوريا الأسد وديعة رابين لتم توقيع اتفاق بين البلدين، ووديعة رابين تقضي بانسحاب إسرائيل إلى ما وراء حدود 1967. وتسمى الخطوط الدولية بينما أصرت سوريا على الحق التاريخي في الجولان، بمعنى لم ترد المنطقة دون بحيرة طبرية.

اليوم هناك حديث عن السلام، ولابد من ربطه بسياقه.

إمبراطور هذا السلام هو “قيصر الروم” ترامب. وهو الذي أعلن التخفيف من العقوبات عن سوريا. وبالمناسبة ما بين إعلان رفع العقوبات عن العراق وتخفيفها عمليا حوالي 15 سنة.

لا يمكن أن ننسى أن ترامب وافق على إعلان نتنياهو ضم الجولان. إذن السلام يدور في هذا السياق. ضم الجولان بمعنى التخلي عنها، ومنطقة آمنة لإسرائيل جنوب سوريا، وهذا هو الثمن وما قيل عن أن الثمن هو تريليونات العرب ليس صحيحا.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button