
(كش بريس/خاص)ـ وجه الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي رسالة إلى الشعب التونسي، يقترح فيها خارطة طريق ضرورية للسنوات القليلة المقبلة، تبتدأ باسقاط الدكتاتورية الشعبوية التي أكملت في 2021 مهمة الثورة المضادة بإلغاء دستور الثورة أي العقد الاجتماعي التونسي الحر الوحيد منذ ثلاثة آلاف سنة ،
ودعا المرزوقي الذي حوكم غيابيا بالسجن لمدة 22 عاما بتهم تتعلق بالاعتداء على أمن الدولة، إلى محاكمة المنقلب بتهمة الخيانة العظمى والتعدي على حقوق وحريات التونسيين والتفويت في استقلال البلاد وتزييف الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة. وإطلاق سراح كل المساجين السياسيين ، وإعادة العمل بدستور الثورة ورفض أي توافق مع أي ”حركة تصحيحية ” تريد الابقاء على دستور المنقلب ،
كما انبنت خطة الطريق نفسها، على مبدأ العودة لبناء دولة القانون والمؤسسات-أساسا المحكمة الدستورية ومراجعة جذرية لقانون الاعلام والاحزاب والانتخاب ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية عالية الكفاءات سياسيا وتكنوقراطيا مستقرة لخمس سنوات على الأقل لوقف التداين والتفقير ووضع الاقتصاد على السكة وفتح الطريق الطويل أمام العمل والاستثمار والازدهار ،
وحذر الرئيس الأسبق التونسيين، من تكرار تجربة الانقلاب الطبي على نظام بورقيبة من قبل الفار بن علي، قائلا :” إياكم ثم إياكم من الطبخة المتسارعة الاعداد لسيناريو بن علي 2″ .
متسائلا :”إذن من سيوقف مزيدا من الغرق في المستنقع الذي يجره إليها كل يوم أكثر في أكثر شخص غير كفؤ-غير سوي- غير شرعي له كما قال أحدهم صلاحيات فرعون وانجازات فكرون ؟”، مستطردا :” لا وجود لمهدي منتظر واحد ، كلنا المهدي المنتظر.. ولا بدّ لليل أن ينجلي” .
جدير بالإشارة أن المنصف المرزوقي تولى رئاسة البلاد من 2011 إلى 2014، ويعد من أبرز المنتقدين للرئيس قيس سعيد. ويتهمه بتفكيك مؤسسات الدولة الديمقراطية منذ أن قام بحل البرلمان وبدأ الحكم بالمراسيم في عام 2021 وسيطر منذ ذلك الوقت على معظم السلطات.
ودافع سعيد عن قراراته واعتبرها ضرورية لاستعادة الاستقرار والنظام في تونس التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية متتالية منذ سنوات.