
(كش بريس/خاص)ـ أفاد تقرير حول السلوك المدني لدى المغاربة، أنجزه “المركز المغربي للمواطنة” (ماي 2025)، أن سجل تناقضا صارخا بين الهوية الدينية لدى المغاربة (والتي يُفترض أنها تحث على الأخلاق والانضباط) والواقع العملي)، مبرزا أرقاما صادمة، حيث إن 74% يُلقون النفايات في الشوارع، 93% يحتلون الملك العام، 92% يتسامحون مع التسول.
وسجل التقرير انهيار قيم التعايش، إذ يضعف احترام الجار (44%) والنساء (52%)، رغم أن الإسلام يُؤكد على هذه القيم. لأسباب هيكلية، من بينها تراجع دور المؤسسات التقليدية، وعلى رأسها الأسرة (رغم اعتبارها المؤثر الأول) ، حيث فشلت في غرس السلوك المدني، والمدرسة (60%) لم تُترجم التعليم إلى ممارسة. ثم غياب العقاب، حيث إن 67% يرون أن الحكومة لا تفعل enough لفرض القانون، مما يعزز الإفلات من العقاب.
كما سجلت الوثيقة وجود الفجوة بين القيم الدينية والممارسة، باعتبار الدين مُذكّر كعامل مؤثر (44%)، لكنه لم يمنع انتشار الفوضى، ما يشير إلى تديّن شكلي غير قادر على ضبط السلوك.
وجاء التقرير الذي اطلعت عليه (كش بريس)، في سياق تحولات عمرانية واجتماعية عميقة في المغرب، وضعف التضامن التقليدي وانتشار الفردانية، وتراجع واضح في احترام الفضاء العام والانضباط.
وأشار التقرير إلى أن الدراسة تهدف لرصد تمثلات وممارسات المغاربة في الفضاء العام واقتراح آليات لتكريس السلوك المدني.
هنا ملخص لأهم مراحل وسياقات الدراسة المهمة:
🧪 المنهجية والعينة:
إستطلاع إلكتروني :
✓ (فبراير–مارس 2025)، 1173 مشارك.
✓ 76% ذكور – 44% من ذوي الشهادات العليا.
✓ تمثيل قوي لجهات: الرباط، البيضاء، فاس.
✓ أغلب المشاركين من الطبقة المتوسطة والمتعلمة.
👥 العلاقات في الفضاء العام:
✓ ضعف في: احترام قواعد اللباقة (45%)، احترام الجار (44%)، احترام النساء (52%).
✓ سلوك إيجابي نسبي فقط تجاه: كبار السن (43%)، الأشخاص في وضعية إعاقة (43%).
🌱 البيئة والنظافة: تقييم سلبي واسع:
✓ رمي النفايات (74%)
✓ تدمير تجهيزات الفضاء العام (70%)
✓ تدخين في الأماكن العامة (50%).
✓ إحترام المساحات الخضراء ضعيف (67%).
🕒 النظام والانضباط: تراجع في:
✓ إحترام الوقت (61%)
✓ إحترام الطوابير (46%)
✓ قوانين السير (61%)
✓ اللباس اللائق (33%)
✓ الهدوء في الأماكن العامة (53%).
⚠️ الظواهر السلبية المنتشرة:
✓ الغش التجاري (83%)،
✓ التسول (92%)،
✓ إحتلال الملك العام (93%).
✓ تشويه الفضاء العام (84%)، ✓ المضايقات في الشوارع (65%).
✓ وجود الكلاب الضالة والمرضى النفسيين في الشوارع (86%).
🌍 صورة المغرب قبل كأس العالم 2030:
أبرز الممارسات المقلقة:
✓ الغش التجاري (85%)
✓ ضعف النظافة (82%)
✓ تسول الأطفال (77%)
✓ غياب مراحيض نظيفة (74%)
✓ مشاكل سيارات الأجرة، ضعف الخدمات الصحية، التحرش، وعدم احترام الطوابير.
🧠 الوعي والسلوك:
✓ مستوى التسامح متوسط (55%)،
✓ الإلتزام بالسلوك المدني ضعيف إلى متوسط (58%).
✓ أكثر من نصف المستجوبين تدخلوا شخصيا لتصحيح سلوك غير مدني.
✓ ثلثا المستجوبين يعتبرون أن الحكومة لا تبذل جهودا كافية.
✓ تأثير كأس العالم على السلوك المدني غير محسوم: محدود (37%) أو إيجابي (23%).
📊 العوامل المؤثرة في السلوك المدني:
✓ الأسرة (80%) – حجر الزاوية.
✓ المدرسة (60%) – دور تكويني.
✓ القانون (55%) – ضرورة الصرامة.
✓ الدين والقيم (44%) – تأثير معنوي.
✓ العدالة والمسؤولية الفردية (43%)
✓ الإعلام وشبكات التواصل (39%)
✓ الشفافية والنزاهة الإدارية (37%)
✓ القدوة والنماذج الإيجابية (25%)
✓ المشاركة المجتمعية (21%)
✅ التوصيات الرئيسية:
✓ دمج المواطنة والسلوك المدني في المناهج الدراسية.
✓ تقوية دور الأسرة والقدوة.
✓ حملات توعوية وطنية مكثفة.
✓ تفعيل صارم وعادل للقوانين مع شرطة للقرب.
✓ تأهيل الفضاءات العمومية وتجويد خدمات النقل والصحة.
✓ إشراك المجتمع المدني في برامج الرصد والتحسيس.
✓ إستثمار كأس العالم 2030 لإطلاق حملة وطنية للسلوك الحضاري.
تلخيص تحليلي للتقرير مع تعقيب على المقدمة:
أولاً: خلاصة التقرير الرئيسية:
✓ تناقض صارخ بين الهوية الدينية (التي يُفترض أنها تحث على الأخلاق والانضباط) والواقع العملي:
• أرقام صادمة: 74% يُلقون النفايات في الشوارع، 93% يحتلون الملك العام، 92% يتسامحون مع التسول.
• انهيار قيم التعايش: ضعف احترام الجار (44%) والنساء (52%)، رغم أن الإسلام يُؤكد على هذه القيم.
✓ الأسباب الهيكلية(وفق التقرير):
• تراجع دور المؤسسات التقليدية: الأسرة (رغم اعتبارها المؤثر الأول) فشلت في غرس السلوك المدني، والمدرسة (60%) لم تُترجم التعليم إلى ممارسة.
• غياب العقاب: 67% يرون أن الحكومة لا تفعل enough لفرض القانون، مما يعزز الإفلات من العقاب.
• الفجوة بين القيم الدينية والممارسة: الدين مُذكّر كعامل مؤثر (44%)، لكنه لم يمنع انتشار الفوضى، ما يشير إلى تديّن شكلي غير قادر على ضبط السلوك.
✓ كأس العالم 2030 كمرآة:
• المخاوف الأكبر: الغش التجاري (85%)، النظافة (82%)، التحرش (65%) كلها تناقض صورة “بلد الزوايا والفقه”.
ثانياً: تعقيب على المقدمة (“المغاربة يغيرون على إسلامهم”)
✓ التقرير يُفنّد هذه الفرضية: لو كان الغير على الإسلام حقيقياً، لانعكس ذلك على السلوك العملي (النظافة، احترام الملك العام، الأمانة…).
✓ المفارقة: إنتشار المساجد والزوايا لا يقابله إلتزام أخلاقي في الفضاء العام، ما يُشير إلى:
• استهلاك ديني (طقوس دون أثر اجتماعي).
• أزمة قدوة: الفقهاء والزوايا لم ينجحوا في تحويل الخطاب الديني إلى ثقافة مدنية.
✓ الأرقام لا تكذب: إذا كان 93% من المغاربة يحتلون الملك العام (وهو حرام شرعاً)، فكيف يُقال إنهم “يغيرون على إسلامهم”؟
✓ الاستثناء الوحيد: بعض الممارسات الإيجابية (مساعدة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة بنسبة 43%) قد تعكس قيماً دينية، لكنها تبقى محدودة أمام السلبيات الطاغية.
ثالثاً: الخلاصة النقدية:
✓ الإسلام كقوّة ضبط إجتماعي في المغرب تعرض لـ”تأثير الإسفنج”: يمتص الخطاب دون أن يُنتج نظاماً قيمياً فعّالاً.
✓ المشكلة ليست في الدين، بل في آليات نقله:
• غياب التربية المدنية المصاحبة للتربية الدينية.
• إنفصال الزوايا عن قضايا المواطنة اليومية (مثل النظافة، احترام القانون).
✓ الحلول المطلوبة: (كما يطرحها التقرير):
• ربط الدين بالمسؤولية المدنية: أن يكون “التغيير على الإسلام” مرتبطاً باحترام المرفق العام.
• العقاب الرادع: لا يكفي الوعظ، بل يجب تفعيل القانون (مثال: غرامات رمي النفايات، محاسبة المحتلين للملك العام).