
(كش بريس/ التحرير)ـ
تستعد مدينة مراكش لاستقبال مشروع عقاري جديد وبارز، تقوده الشركة المغربية–الإماراتية للتنمية (سوميد)، في موقع استراتيجي قريب من مشروع M Avenue الشهير. ووفق معطيات متطابقة، يضم هذا المشروع مجمعًا سكنيًا بأكثر من 600 شقة، بتصميم معماري مستوحى من منارة مراكش، في محاولة لمنح المبنى هوية بصرية أصيلة تستحضر رمزية المدينة التاريخية.
مشروع يزاوج بين الفخامة والرمزية
اختيار التصميم المستوحى من منارة مراكش ليس تفصيلاً شكليًا فحسب، بل خطوة تمنح المشروع تميزًا معماريا يربطه بروح المدينة. ويُنتظر أن يستفيد من قربه من M Avenue، المنطقة التي تحولت إلى مركز حضري راقٍ يجمع بين السكن الفاخر، الفنادق، المطاعم، والمحلات التجارية الراقية، ما يعزز جاذبيته لدى المستثمرين والباحثين عن سكن بمواصفات عالية.
وزن ثقيل في عالم التطوير العقاري
الشركة المطوّرة، سوميد، معروفة بتاريخ طويل في مجالات التطوير العقاري والفندقي بالمغرب. تأسست سنة 1982 بشراكة مغربية–إماراتية، وتشارك فيها الدولة المغربية والشركة الوطنية للاستثمار إلى جانب صناديق إماراتية، ما يمنح المشروع ثقلاً مالياً وضمانات تمويلية مهمة. هذا السجل يجعل من المشروع الجديد امتدادًا لخبرة استثمارية واسعة، لكنه في الوقت ذاته يرفع سقف توقعات السوق من حيث الجودة ودقة التنفيذ.
الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية
من شأن هذا المشروع أن يعزز العرض السكني في مراكش، مدينة تعرف توسعاً عمرانياً ونمواً سكانياً مطرداً. ومن المتوقع أن يخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، سواء في مرحلة البناء أو في الخدمات المرافقة، مع إضفاء قيمة مضافة على المنطقة المحيطة ورفع أسعار العقار في الأحياء المجاورة. كما قد يساهم في استقطاب فئة جديدة من المستثمرين المحليين والأجانب الباحثين عن عقار فاخر وموقع استثنائي.
تساؤلات مشروعة
غير أن حجم المشروع يثير أيضًا جملة من الأسئلة:
- الترخيص والشفافية: هل استوفت الشركة جميع الشروط القانونية والحضرية، خصوصًا في ما يخص استغلال الأراضي ومطابقة التصميم للمخطط العمراني؟
- التأثير على المحيط: كيف سيؤثر البناء على حركة المرور، والموارد المائية، والبنية التحتية القائمة؟
- القدرة الشرائية: ما الفئة المستهدفة من المشترين؟ وهل ستُطرح الشقق بأسعار تناسب الطلب الحقيقي في مراكش أم أنها ستبقى حكرًا على الاستثمارات الرفيعة؟
- الجودة والآجال: ما الضمانات لتسليم الوحدات في الوقت المحدد وبالمواصفات المعلن عنها؟
هذه التساؤلات ليست جديدة على السوق العقاري المغربي، لكنها تظل ضرورية لحماية حقوق المشترين وضمان احترام معايير البناء والاستدامة.
آفاق النجاح
نجاح المشروع مرهون بقدرة المطور على الجمع بين التصميم الفريد والجودة العالية، مع الحرص على توفير خدمات مرافقة ومساحات خضراء ومرافق مشتركة تراعي متطلبات الحياة العصرية. كما أن اعتماد معايير بيئية صارمة سيمنح المشروع نقاط قوة إضافية في ظل تزايد الاهتمام الدولي بالاستدامة.
يُعدّ المجمع السكني الجديد للشركة المغربية–الإماراتية للتنمية خطوة كبيرة في مسار التحولات العمرانية التي تعرفها مراكش. فإذا ما نُفّذ وفق المعايير المعلن عنها، وبشفافية تامة، فقد يتحوّل إلى معلم عمراني جديد يعكس تزاوج الحداثة بروح المكان، ويرسخ موقع المدينة كوجهة استثمارية وعقارية من الطراز الأول. لكن النجاح سيبقى رهينًا بقدرة المطور على مواجهة التحديات القانونية والبيئية والاجتماعية، وترجمة الطموح الكبير إلى إنجاز فعلي يرقى لتطلعات سكان المدينة وزوارها.