
(كش بريس/التحرير)ـ في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ ثقافة الوقاية الصحية وتعزيز وعي المجتمع بمخاطر السرطان، اختارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن تجعل من شهر أكتوبر 2025 موعدًا لتجديد العهد مع حملة وطنية شاملة للتحسيس والوقاية والكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، تحت شعار بليغ المعنى:
«صحتك رأس مالك، والوقاية والكشف المبكر ضمانك».
تسعى هذه الحملة، الممتدة طيلة شهر أكتوبر، إلى جعل الوقاية فعلًا يوميًا وسلوكًا مجتمعيًا راسخًا، عبر تعبئة شاملة للفئات المستهدفة، وفي مقدمتها الفتيات في سن 11 عامًا لتلقي اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، والنساء في مختلف الأعمار للانخراط في برامج الكشف المبكر. فكلّما كان التشخيص مبكرًا، كانت فرص العلاج والشفاء أكبر، وكان الأمل أقرب.
وتأتي هذه المبادرة ضمن مسار وطني متدرج لبناء منظومة متكاملة لمكافحة السرطان، انطلق مع المخطط الوطني الأول للوقاية ومراقبة السرطان (2010–2019)، وتواصل مع المخطط الثاني (2020–2029)، الذي أرسى أسسًا تنظيمية جديدة لتحسين جودة العرض الصحي في مجال الفحص والتشخيص والعلاج.
وقد تم تعزيز البنيات التحتية بإحداث مراكز مرجعية للصحة الإنجابية ومراكز جهوية للأورام، إضافة إلى قطبين للتميّز في طب الأورام النسائية والثدي بكلٍّ من الرباط والدار البيضاء. كما تم نشر وحدات متنقلة للتصوير الإشعاعي للثدي لتقريب الخدمات من الساكنة القاطنة بالمناطق القروية والجبلية، في تكامل مع جهود المجتمع المدني والمؤسسات الشريكة.
وتكشف بيانات السجل الوطني للسرطان بجهة الدار البيضاء–سطات (2018–2021) أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بين السرطانات التي تصيب النساء بنسبة 39.1%، يليه سرطان عنق الرحم بنسبة 6.5%، ما يجعل من تعزيز ثقافة الفحص المبكر ضرورة وطنية، ومن التوعية المجتمعية واجبًا مستمرًا لا يتوقف بانتهاء الحملة، بل يتجدد في كل بيت ومدرسة ومؤسسة صحية.