
(كش بريس/التحرير)ـ تتحرك دوائر كرة القدم المغربية في صمتٍ محسوب وذكاءٍ استراتيجي، لتفتح صفحة جديدة في مشروع المدير الفني وليد الركراكي، استعدادًا لما قبل مونديال 2026 وكأس الأمم الإفريقية التي ستحتضنها المملكة نهاية هذا العام.
مصادر صحافية مطلعة كشفت عن ملامح “الدفعة الثانية” من الجواهر المزدوجة، أبناء الهجرة الذين اختاروا طريق العودة إلى جذورهم، مفضلين حمل قميص وطن الآباء والأجداد على ألوان منتخبات أوروبية وُلدوا ونشأوا في مدارسها الكروية.
الركراكي، الذي تحدث بثقة في مؤتمره الصحافي الأخير عقب الفوز الودي على البحرين، أكد أن الجامعة الملكية لكرة القدم في مرحلة متقدمة من استقطاب مجموعة من المواهب الشابة، يجري استكمال ملفات تغيير جنسيتها الرياضية، دون الإفصاح عن الأسماء. لكنه لمح إلى “جيل جديد” سيمنح المنتخب بعدًا تكتيكيًا جديدًا، وعمقًا تنافسيًا لم تعرفه المرحلة السابقة.
في موازاة ذلك، نقلت تقارير إعلامية إسبانية، بينها صحيفة “AS”، أن الجامعة تسابق الزمن لإغلاق ملفات خمسة لاعبين من أصحاب الجنسية المزدوجة في أوروبا، تتصدرهم موهبة ليل الفرنسي أيوب بوعدي، الذي وجد نفسه بين مطرقة “شباب الديوك” وسندان “نداء الأطلس”، قبل أن يعلن أنه يراجع قناعاته بشأن مستقبله الدولي.
إلى جانبه، يبرز اسم أنس صلاح الدين، جناح آيندهوفن المعار من روما، الذي يبدو أكثر انفتاحًا على ارتداء القميص الوطني بعد استبعاده المتكرر من قوائم المنتخب الهولندي، فضلًا عن ريان بونيدا، نجم أكاديمية أندرلخت والمشروع القادم لأياكس، الذي صنع شهرته بمهاراته الخارقة منذ المراهقة.
أما رشاد فتال، الذي يشبهه المراقبون بـ “لامين يامال ريال مدريد”، فيتقدم قائمة المواهب التي تتابعها العيون المغربية بدقة متزايدة، وسط رغبة جامحة في تجنب سيناريو “بيتارش” الذي اختار الماتادور الإسباني. ويُختتم المشهد بعودة مثيرة لـ محمد إحتارين، الموهوب المثير للجدل، الذي تراجع عن اختياره الهولندي واستعاد جوازه الرياضي المغربي، باحثًا عن فرصة لإحياء مسيرته تحت راية الأسود.
هكذا يبدو المشهد أشبه برقعة شطرنج تتقاطع فيها الطموحات الوطنية مع إغراءات أوروبا، حيث يخطط الركراكي لثورة هادئة في معمار المنتخب، تقوم على تنويع الهوية الكروية وإغناءها بخبرة المهجر وروح الانتماء. والنتيجة المتوقعة: منتخب مغربي أكثر اكتمالًا، أكثر جرأة، وأكثر استعدادًا لكتابة فصل جديد في التاريخ الرياضي للمملكة.