
(كش بريس/التحرير)ـ وجّهت جمعية “سند لأطفال السكري” بمكناس نداءً مؤثراً إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تطالب فيه بتوفير مستلزمات السكري الأساسية للأطفال المصابين، إما مجانا أو بتكلفة رمزية، حتى لا يتحول المرض المزمن إلى عبءٍ اجتماعي يقصم ظهور الأسر محدودة الدخل.
وجاء في النداء أن من أهم المستلزمات التي تحتاجها هذه الفئة: شرائط قياس السكر في الدم، وأقلام الأنسولين، وأجهزة القياس بدون وخز، وهي أدوات ضرورية لمتابعة الحالة الصحية اليومية للأطفال السكريين.
وأكدت الجمعية أن هذه الدعوة تأتي في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تواجهها العديد من الأسر المغربية، والتي تعاني من الغلاء المستمر في أسعار مستلزمات السكري، ما يجعلها عاجزة عن توفير أبسط شروط الرعاية الصحية لأطفالها.
وأضافت:
“إن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى عناية طبية ومتابعة مستمرة، وإلى دعم نفسي دائم، خصوصاً في مرحلة المراهقة الحساسة؛ وهو عبء يفوق طاقة الكثير من الأسر ذات الدخل المحدود.”
واعتبرت الجمعية أن توفير المستلزمات الطبية الأساسية لمرضى السكري الصغار ليس امتيازاً، بل حقٌّ من حقوقهم في الحياة والصحة، مشددة على أن “غياب هذه المستلزمات قد يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للطفل السكري، وربما إلى مضاعفات خطيرة”.
وفي هذا السياق، شددت “سند” على أن دعم أطفال السكري اليوم هو استثمار في مستقبلهم، وفي بناء مغرب متضامن لا يُقصي أحداً بسبب وضعه الصحي أو المادي، داعية الوزارة إلى إدراج هذه الفئة ضمن أولويات الدولة الاجتماعية التي دعا إليها الملك محمد السادس في إطار مشروع العدالة الاجتماعية وضمان كرامة المواطن.
وفي تقرير حديث للجمعية، صدر بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، جرى التأكيد على أن سكري الأطفال يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، إذ يعاني حوالي نصف الأطفال المصابين بالسكري من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
وأشارت الجمعية إلى أن المرض يؤثر على التوازن النفسي والاجتماعي للطفل، فيجعله عرضة للإحباط والعزلة وصعوبات في التفاعل الأسري والاجتماعي، فضلاً عن تحديات في الالتزام بخطة العلاج اليومية.
وختمت “سند لأطفال السكري” نداءها بالتأكيد على أهمية توفير دعم نفسي وطبي متكامل، من خلال المتابعة المنتظمة، والتنسيق مع المدارس، والاستعانة بالأخصائيين النفسيين لمساعدة الطفل على التعايش مع المرض بكرامة وثقة.