
ـ مواجهة ودية مع منتخبي موزمبيق وأوغندا قبل كأس أمم أفريقيا ـ
(كش بريس/ التحرير)ـ يستعد المنتخب المغربي لخوض مباراتين وديتين مهمتين، حين يلتقي أولا مع موزمبيق غدا الجمعة، ثم مع أوغندا يوم الثلاثاء المقبل في افتتاح ملعب طنجة الكبير بحلته المونديالة الجديدة.
وتشكل المباراتان فرصة أخيرة لمنتخب أسود الأطلس من أجل الاختبار والتحضير قبل الانطلاق الرسمي لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025، المقرر إقامتها على أرض المغرب.
وبعد سلسلة من الانتصارات التي حققها المنتخب المغربي، والتي رفعت سقف التوقعات، بدأ المدرب المحلي وليد الركراكي في توجيه الأنظار نحو رفع مستوى الأداء ليس فقط من حيث النتيجة، بل من حيث الثبات التكتيكي والانسجام بين اللاعبين، والقدرة على مواجهة منتخبات تعتمد على الدفاع المتأخر.
وفي هذا السياق، يساور الجماهير المغربية القلق بشأن استقرار خط دفاع المنتخب، المتأثر بالإصابات المتكررة والتغيرات المستمرة في تشكيلة الخط الخلفي.
واختار الركراكي الجمع بين التجربة والفتوة كجزء من مرحلة تجريبية أخيرة قبل البطولة القارية، حيث استعان بالقائد رومان سايس، العائد بعد طول غياب والشاب عبد الحميد أيت بودلال (19 عاما)، مدافع رين الفرنسي لتعويض غياب نايف أكرد.
من الناحية التكتيكية، سيواجه المغرب منتخبات تعتمد على الدفاع المتأخر والتكتل أمام المرمى، وهو ما يشكل تحديا أمام لاعبي الركراكي، الذين يحتاجون إلى إيجاد حلول هجومية متنوعة لتجاوز الدفاعات المحكمة.
وبينما يستمر المنتخب المغربي في تحقيق الانتصارات المتتالية، محققا رقما قياسيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لا يزال الأداء العام يثير قلق بعض الأصوات في الصحافة ولدى الجماهير.
ويتركز النقد بشكل رئيسي على عدم استقرار الأداء الجماعي في بعض اللحظات، وعدم القدرة على فرض أسلوب اللعب المعتاد أمام فرق منظمة دفاعيا، ما يجعل المباراتين فرصة لإثبات فعالية الخيارات التكتيكية ومعالجة نقاط الضعف.
ويبقى محور الدفاع من أبرز التحديات التي تواجه الركراكي في المباراتين، حيث يعاني منتخب المغرب من غياب أبرز العناصر الأساسية مثل أشرف حكيمي ونايف أكرد بسبب الإصابات، بينما يحتمل أن يعود حكيمي بعد نهاية دور المجموعات، وقد يغيب أكرد عن إحدى المباراتين على الأقل.
ولتغطية هذا النقص استعان الركراكي بالقائد المخضرم سايس، الذي عاد بعد فترة طويلة من الغياب، لكن يبدو أن البدائل المتاحة لم تصل بعد إلى مستوى التنافسية المطلوب، وهو ما يجعل خيارات الخط الخلفي محدودة.
إلى جانب سايس، يعول على اللاعبين أدم ماسينا وجواد الياميق، اللذين رغم قدراتهما، لا يشاركان بشكل أساسي في أنديتهما، مما قد يؤثر على سرعة الأداء وفعالية الدفاع في مواجهة فرق تعتمد على المرتدات السريعة.
على الصعيد النفسي والمعنوي، تشكل المباراتان فرصة مهمة لتعزيز الثقة الجماعية والانسجام بين اللاعبين، خاصة مع عودة بعض العناصر بعد فترة غياب، وتجربة اللاعبين الجدد في مواقف تتطلب الانضباط التكتيكي والقدرة على تجاوز التحديات الدفاعية.
كما توفر المباراتان فرصة للمدرب لمراقبة أداء اللاعبين أمام جمهور ملعب طنجة الكبير، والاستفادة من الدعم الجماهيري لتحفيز الفريق، وتجربة أساليب هجومية جديدة قبل الدخول في البطولات الرسمية الكبرى.
في المجمل، تعد مباراتا المغرب أمام موزمبيق وأوغندا اختبارا شاملا لقدرة المنتخب على إدارة المباراة أمام دفاعات منظمة، واختبارا لكفاءة الركراكي في بناء فريق متوازن قادر على الاستمرار في سلسلة النتائج الإيجابية، وتحقيق أداء يطمئن الجماهير قبل انطلاق الاستحقاق القاري الكبير على أرض الوطن.
ويحلم منتخب المغرب بالتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه، بعد لقبه الوحيد الذي حققه عام 1976 في إثيوبيا.
(د ب أ)





