(كش بريس/ محمد الدارسي)ـ
في خطوة وُصفت بأنها قفزة نوعية في مجال النقل الحضري والجهوي، تستعد جهة مراكش–آسفي لإطلاق مشروع قطار القرب (RER)، الذي سيربط بين مدينتي مراكش وبن جرير عبر ست محطات أساسية، في تجربة تُشبه شبكة القطارات السريعة المنتشرة في كبريات العواصم الأوروبية.
خط يربط النخيل بالمدينة الخضراء
القطار الجديد سيتوقف في محطات منتقاة بعناية:
- مراكش جيليز (المحطة الحالية)
- مراكش النخيل
- الملعب الكبير
- سيدي بوعثمان
- المدينة الخضراء
- بن جرير
وبحسب المخطط، ستنطلق الرحلات بوتيرة مرنة تتراوح بين 7.5 دقائق و30 دقيقة، ما يتيح للساكنة تنقلًا سريعًا ومتواترًا طوال اليوم، مع استغلال الخط السككي القائم حاليًا لتقليل كلفة الإنجاز وتسريع التنفيذ.
مشروع يربط التنمية بالحياة اليومية
يُنتظر أن يُحدث هذا القطار الجهوي ثورة حقيقية في ربط مراكش ببن جرير، خاصة في ظل التوسع العمراني والحركة الاقتصادية المتنامية بين المدينتين. فالمحطات الوسيطة—من النخيل إلى سيدي بوعثمان—ستحوّل القطار إلى شريان حضري يسهّل تنقّل الطلبة والموظفين والعمال، ويعزز جاذبية الاستثمار والسياحة.
وتيرة أوروبية بنكهة مغربية
الانطلاقة المنتظمة كل بضع دقائق تمنح المشروع طابعًا شبيهًا بشبكات RER في باريس ومدريد، مع خصوصية مغربية تراعي النمو السكاني والحاجيات الاجتماعية للجهة. ويرى خبراء النقل أن الاعتماد على الخط السككي الحالي يتيح توجيه الاستثمارات إلى تحسين جودة العربات والخدمات بدل بناء بنية تحتية من الصفر.
أفق جديد للتنمية المستدامة
يُنتظر أن يساهم المشروع في تقليص الازدحام المروري، وخفض انبعاثات الكربون، ودعم التنقل المستدام الذي تراهن عليه مراكش كوجهة سياحية عالمية. كما يشكّل فرصة حقيقية لخلق وظائف جديدة في التشغيل والصيانة، وتعزيز جاذبية المناطق الواقعة على طول الخط.
بإطلاق هذا المشروع، تبدو جهة مراكش–آسفي على أعتاب عصر تنقّل جديد، حيث يتحوّل القطار من وسيلة تقليدية إلى رمز للتنمية العصرية، يربط الأحياء والأسواق والجامعات بسرعة وانتظام، ويمنح ساكنة النخيل وبن جرير تجربة سفر حضرية لا تقل إبهارًا عن نظيراتها في أوروبا.
