أمين حلي
هل وضعت إحدى النقابات الأكثر “تمثيلية”، على طاولة السيد الوزير المعين على رأس الوزارة الوصية على القطاع ملفها المطلبي، ولو من باب الإستئناس؟؟ – هذا إن كان هناك من ملف مطلبي في الأصل- مع تصحيح مغالطات الوزير المخلوع الذي سوق للرأي العام، أو كما سوقوا له. فكلاهما سواء، أن البريديين و البريديات يعيشون في بحبوحة من العيش ملؤها النعم و البركات التي تغدق غليهم بها، و مع ذلك يخوضون إضرابات مفتوحة من باب ” الضسارة ” ليس إلا ؟.
ونحن على أبواب الذكرى الأولى لإضراب الكرامة التي خاضته الشغيلة بكل عزم و همة و كرامة، قبل أن تقبره خفافيش الظلام ذات “ويك آند ” باتفاق العار ، لابد أن نذكر كل من وقع عليه -هذا إن كان هناك توقيع أصلا- أننا لازلنا ننتظر تنزيل مضامينه خاصة منها تلك المتعلقة بالزيادة في العنصر البشري و الزيادة -الزيادة في الأجور أو الزيادة الحكومية سموها ما شئتم – التي استفادت منها معظم الطبقة العاملة ببلادنا ، كما يحب التذكير أيضا أننا لازلنا ننتظر صدور القانون الأساسي بمرسوم، كما أن السيد محمد الأمين الصالح خروب لازال ينتظر نسخته الخاصة.
إن ما يعيشه اليوم قطاع البريد من عشوائية في التسيير و الهيكلة التي قُلب هرمها رأسا على عقب، و استنزاف لقدراته المادية و البشرية ينذر بجلطة دماغية للقطاع إن لم نقل أكثر من ذلك ، و خير دليل على كلامنا هذا التقرير الأخير الذي تميز بحلاكة لونه ، لكن الغريب في الأمر هو كيف تم تجميده في ثلاجة اللجان الاستطلاعية، إن لم يكن هناك تواطؤ؟!! ، لكن هذا لن يثنينا على طرح عديد الأسئلة يبقى أبرزها على الإطلاق في الفترة الراهنة هو، أين هي السيارات الكهربائية التي كلفت خزينة المؤسسة ملايين الدراهم ؟؟ هل قدرها أن تبقى جاثمة في المرآب ؟؟ أم أنها كانت صفقة فقط لإرضاء خواطر لا غير، و أخذ صور تذكارية على أعلى مستوى ؟؟ على غرار صفقات أخرى تبقى أسمنها -من السمنة طبعا- صفقة المعقمات الكوفيدية .
إن ما يعيشه البريدي اليوم عموما و الموزع و عون الشباك، خصوصا يدعو للإستغراب قبل طرح السؤال إلى متى ؟؟ ثم هل تم تربية البريديين والبريديات بمسألة الإقتطاع -الطريطة- لكي لا تكون هناك محاولة قومة أخرى ؟؟ أم أنه تم تدجينهم – أو على الأقل معظمهم- بريع نقابي يعرف الثلاثي الشهير كيف يلعبون بورقته قصد “جبر الضرر” و إسكات أفواه عديدة كانت إلى الأمس القريب تدعو لحركات تصحيحية داخل إطاراتها النقابية ؟؟
أسئلة كلها ، الزمن وحده كفيل بالإجابة عنها إن استمرت غطرسة الإدارة و تكالب بعض من ارتموا في أحضانها المسمومة ، هذا طبعا مع عدم إغفال النتيجة الحتمية للضغط، ألا وهي الإنفجار الذي غالبا ما سيكون حاملا لشعار كل الطرق تؤدي للرباط .