‏آخر المستجداتلحظة تفكير

عبد الرحيم الضاقية: إذاعة مراكش الجهوية.. مجزرة لغوية في نشرات الأخبار

تحظى إذاعة الجهوية لمراكش بصيت محترم على طول وعرض جهة مراكش أسفي، وعلى المستوى العالمي عبر البث الرقمي، من خلال البرامج النوعية التي تقدمها والمتابعة الإعلامية المتميزة التي تقوم بها. ولا أدل على ذلك التغطية المنقطعة النظير التي أنجزها طاقمها الصحفي المقتدر أثناء زلزال الحوز، حيث استطاعت هذه المحطة بفضل حنكة وتجربة وعلاقات طاقمها النفاذ، إلى أماكن منسية من خريطة المناطق المنكوبة، وإسماع أصوات وآهات أناس مكلومين ساهمت المراسلات الصوتية في الإغاثة وإيصال المساعدات لهم.

وبالأمس القريب كانت استوديوهات هذه الإذاعة، الغرفة الخلفية لإدارة التغطية الإعلامية الوطنية للمسيرة الخضراء. حيث منها خرج صوت الراحل محمد بنددوش والصديق معنينو لتتبع خطوات هذه الملحمة الوطنية الفريدة. ومنها تخرجت كفاءات إعلامية وطنيا وجهويا ، ولازال بها طاقم صحفي محنك نساء رجال خبروا مفاصل الجهة وأسرارها الثقافية والرياضية والفلاحية والاقتصادية والاجتماعية ويحظون باحترام الجميع.

وإلى اليوم فصوت إذاعة مراكش هو لسان حال الأنشطة الدولية والقارية والجهوية، والجميع يعرف مكانة مراكش في تنظيم التظاهرات العالمية الفنية والاقتصادية والأمنية والسياسية. لكن الرداءة التي سرت في الجسم الإعلامي يبدو أنها مست هذه المعلمة التواصلية، حيث طلعت علينا هذه الأيام بصوت نسائي يقرأ نشرات الأخبار بلغة عربية ركيكة مليئة بالأخطاء اللغوية والتعبيرية، التي تنم عن جهل بأبسط قواعد القراءة الأبجدية البسيطة. وما بالك بالعرض الصحفي. فالنشرة التي لا تتجاوز ثلاث دقائق يمكن للمستمع/ة أن يعدد بها ما بين 6 و14 خطأ وإعادة، ولم تسلم من هذه الأخطاء أسماء الدول وأسماء الوزراء والأحياء والمناطق المجاورة… أما علامات الترقيم ومخارج الحروف والحوادث التعبيرية واللغوية القاتلة تنتشر على طول النشرة وعرضها.

يتساءل المستمع/ة عن مصدر هذا الصوت هل المعنية بالأمر صحفية متدربة؟ إن كان ذلك فلتجز بتدريبها خارج استوديو الأخبار المباشرة. إن كان غير ذلك عليها بالعودة إلى مقاعد التكوين من أجل التخفيف عن المستمعين/ات من هذا القصف العشوائي من الأخطاء والتردد في تلاوة الأخبار التي يعكر صفو الأخبار الوطنية والجهوية والدولية.

وعليه المطلوب من السيدة المديرة المقتدرة للمحطة التي تعد من ايقونات الإعلام الوطني على مستوى الإذاعة، وكذا التلفزة الالتفات لتنقية آذان المستمعين/ات من بعض من هذه الأصوات النشاز التي ابتليت بها إذاعة مراكش في الآونة الأخيرة والتي لا تقتصر فقط على نشرات الأخبار بل امتدت إلى برامج تنشيطية أخرى.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button