
(كش بريس/التحرير)ـ أعلن الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) عن التشكيلة المثالية لموسم 2025، التي جاءت ثمرة تصويت أكثر من 26 ألف لاعب محترف من 68 دولة، وهي التشكيلة التي تعكس، في عمقها، ملامح التحول في ذائقة الاحتراف الكروي ومعاييره الجديدة في زمن تتقاطع فيه القيم الرياضية مع هيمنة العلامة التجارية للنادي واللاعب معًا.
وقد شهدت القائمة تتويج المغربي أشرف حكيمي كأحد أبرز المدافعين على المستوى العالمي، في اعتراف مستحق بموسم استثنائي جمع بين النجاعة الدفاعية والفعالية الهجومية، مقدّما نموذج اللاعب العصري متعدد الوظائف، القادر على الجمع بين الإتقان التكتيكي والانفجار الهجومي.
هيمنة باريس سان جيرمان… وتحوّل مركز الثقل:
هيمنة باريس سان جيرمان بخمسة لاعبين ضمن التشكيلة المثالية، تكشف عن عمق الاستثمارات التقنية للنادي الفرنسي في صناعة هوية جديدة للكرة الأوروبية، تقوم على تمازج النجومية الفردية بالبناء الجماعي.
ولئن رحل جيانلويجي دوناروما إلى مانشستر سيتي بعد موسم باهر، فإن حضوره ضمن القائمة يشير إلى الاستمرارية الرمزية لهيمنة الفريق الباريسي على المشهد، إذ مثل دوناروما ورفاقه واجهة لمرحلة جديدة من “كرة المال والذكاء الاصطناعي الرياضي”، حيث لم تعد البطولة معيارا وحيدا للتميّز، بل أصبح الأداء المتكامل والتأثير الرقمي جزءا من تقييم القيمة الفنية للاعبين.
غيابات مدوية… ودلالات رمزية:
أثار غياب كل من محمد صلاح، ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو جدلا في أوساط النقاد والمتابعين، ليس فقط لثقل أسمائهم التاريخي، بل لكون هذا الغياب يؤشر إلى تحوّل جيلي في الوعي الكروي العالمي.
فقد أصبح التقييم يعتمد أكثر على الحاضر الفني والفعالية التكتيكية بدل الإرث التاريخي أو الشعبية الجماهيرية، مما يجعل من القائمة تجسيدا لمفهوم “الاستحقاق اللحظي” بدل “الرمزية المستدامة”.
صعود جيل اليافعين… لامين يامال نموذجا:
الحدث الأبرز تمثل في إدراج الإسباني لامين يامال، لاعب برشلونة، كأصغر لاعب في التاريخ يُختار ضمن التشكيلة المثالية في سن 18 عاما فقط، محطما رقم مبابي عام 2018.
ويمثل هذا الاختيار تتويجا لمدرسة كرة القدم الحديثة التي تراهن على النضج المبكر، والتكوين الذكي، والقدرة على التكيّف مع النسق السريع للعبة.
إنه إعلان عن ولادة جيل جديد يتجاوز حدود الخبرة الزمنية نحو الكفاءة الفعلية، في وقت تتراجع فيه الأسماء الكبيرة أمام حيوية الشباب وتقنياتهم المتطورة.
دلالات الاختيار وأفق الاحتراف:
تتجاوز تشكيلة “فيفبرو 2025” بعدها الاحتفائي لتؤسس لقراءة فلسفية في تحوّل المعايير الكروية عالميًا:
حيث يهيمن اللاعب المؤثر تكتيكيا أكثر من اللاعب المتوّج بالألقاب.
وحيث تعاد صياغة هوية الاحتراف بناء على المردودية الجماعية، والذكاء الميداني، والتفاعل الرقمي مع الجماهير.
كما تؤكد أن الكرة الحديثة لم تعد تعيش في الماضي الأسطوري لميسي ورونالدو، بل في دينامية الحاضر المتغيّر.
المغربي حكيمي… في موقع الرمز الكروي العربي:
يمثل اختيار أشرف حكيمي لحظة رمزية كبرى للكرة المغربية والعربية، تعكس نضج التجربة المغربية في التكوين والاحتراف، وتؤكد حضورها المتصاعد في الساحة الدولية.
فحكيمي ليس مجرد ظهير أيمن متكامل المهارة، بل نموذج للعقل الكروي الجديد الذي يجمع بين الحس الجماعي والانضباط الذهني والقدرة على قيادة الإيقاع من الخلف، ليجعل من موقعه الدفاعي مركز إشعاع هجومي.
للإشارة فتشكيلة “فيفبرو 2025” ليست مجرد قائمة أسماء، بل بيان كروي عالمي يعلن عن تغير موازين القوة، عن صعود قيم جديدة في كرة القدم تقوم على الذكاء والتكامل والفاعلية، أكثر من المجد التاريخي أو النجومية المطلقة.
وفي قلب هذا التحول، يبرز اسم أشرف حكيمي، شاهدا على أن الاحتراف العربي أصبح جزءا أصيلا من النخبة الكروية العالمية.
				
					
					




