(مراكش/ عادل أيت واعزيز) ـ تحدث المناضل والكاتب أحمد الطالبي المسعودي في نادي زافون، عن المسارات التي خاضها في مسيرته، والتقاطعات التي شكلتها علاقات حميمية مع أعلام و رموز بارزة تمتد في حقول العلوم والتصوف وتلتقي بحقول أخرى في الشعر والأدب ، لتشكل أفقه ومآلاته في الساحة السياسية والإعلامي خلال الستنيات من القرن الماضي، وذلك في لقاء ثقافي نظمه نادي زافون لطلبة المعهد العالي للصحافة والإعلام بمراكش مع أحمد الطالبي، حول مساره وحياته عبر إصدار مذكرات له تحمل اسم ؛ “الأسرار من محلها”، والتي يختزل فيها تجربته منذ يفاعه الأول بسوس العالمة في كنف عائلة لها حضور قوي. لانتاجاتها وخدمتها للحياة الثقافية والدينية والسياسية بالمنطقة، وعن علاقته بالحركة الصوفية بالزاوية الدرقاوية.
وعبر الطالبي في اللقاء عن الإحترام والمشاعر النبيلة التي يكنها للعلامة المختار السوسي ، حيث قضى فترات طويلة ملازما لصحبته بعد انتقاله لمدينة مراكش للدراسة ، وما يقيم له من مكانة خاصة، مؤثرا في تفكيري ومنهجي يقول. وبخصوص ما يطبع هذه الفترة الإستعمارية من التاريخ المغربي، وأكد الطالبي لأعضاء زافوان في حديثه أنه كان واجبا عليه الوقوف مع كافة المناضلين والمقاومين آنذاك، من الحركة الوطنية والأحزاب السياسية، لمقاومة الإستعمار ولتشكيل معارضة قوية أمام النظام القائم.
وقال الضيف أن حكاية اعتقاله طريفة، أدخلته لأحد سجون الجارة الشرقية بالجزائر. معبرا عن مدى قسوة السجن وضنك الغربة، وقال أنه لما كان في السجن ظل يرسل رسائل سرية لنفسه عما يعشيه فيه من يوميات، ولمح إلى أنه “كنا نقيد عراة، مكتوفي الأيادي والأرجل لنكون شبه كراسي ، واللكمات والصفعات تنهال علينا أمام مئات المتفرجين من الضباط. كلها أحداث ستكون تفاصيلها في الجزء الثاني ؛ ” حكاية عشق ” من المذكرات”.
وتابع المعتقل السياسي كلامه، أنه بمنأى عن هذه التجربة، شكل علاقات صداقة و رفاقية متينة مع الفقيه البصري أحد رجال الحركة الوطنية، مسترسلا أن أغلب من “جمعتني معه علاقة سياسية أو مهنية كانوا تقدميين ووطنيين، وإني أسطر و أؤكد على هذه العبارة ، لأني أتكلم دائما من منطلق تقدمي ووطني”.
وانطلاقا من هذه السرديات، انتقل الكاتب بالحضور إلى أمكنة وأزمنة مع ثلة من الأدباء والمفكرين ، فكان أن التقى الأديب والروائي عبد الرحمان منيف ببغداد ، الذي حثه على الكتابة، ومع الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي بباريس. وأمام انتقالات متفاوتة ومن تجربة لأخرى، كان للكاتب المسعودي حضورا بارزا في الساحة الإعلامية المغربية مع مجموعة من الجرائد و المجلات كالوطن بالعربي وفلسطين، التي يكتب ويترجم فيها مع زملائه وعلى رأسهم عمر بن جلون. لياتبع كلامه، أنه “بعد قضائه لفترة طويلة في الصحافة انتقل كي يكون ويدرس أدبياتها لأجيال عديدة من الطلبة، لهم وقعهم الآن في مشهد الصحافة والإعلام، فدرس بمعهد الرباط ليؤسس بعدها معهدا أوليا في الماضي بمديني مراكش وأكادير”.
ويتذكر المسعودي “أنه مع رفقة الشاعر المجاطي، رافقت هذه التجربة ؛ لقاءات خاصة واستضافات مع أدونيس ومحمد برادة وآخرون”.
وفي نقاش وتفاعل مستفيض مع الحضور المتنوع في القاعة من طلبة وإعلاميين ومفكرين وشعراء ، شدد الطالبي المسعودي على أهمية المعرفة في عصرنا للخروج به من أزماته، وكيف أن الصحافة الجيدة والجادة لا ترافق إلا اطلاعا وقراءة دورية.