‏آخر المستجداتبقية العالم

صحفي فلسطيني يغطي أحداث غزة المأساوية بلغة الصمت (الإشارة)

(كش بريس/وكالات)ـ وسط مشاهد الموت الدمار والتجويع والنزوح، يتكفل الشاب الفلسطيني سلمان أبو عمرة (27 عاما)، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بمهمة إنسانية استثنائية.

فبلغة الصمت (الإشارة)، ينقل معاناة الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة إلى العالم، وتحديدا إلى فئة الصم في ظل حرب إسرائيلية متواصلة.

ويعاني أبو عمرة ضعفا في السمع، ويستخدم سماعة تساعده جزئيا، وهو يجوب الشوارع والأزقة ليوثق بهاتفه المحمول مشاهد القصف والقتل والدمار والنزوح والجوع.

ويترجم هذا المحتوى بلغة الإشارة، عبر مقاطع مصورة ينشرها على حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي، لتصل إلى آلاف من الصم داخل غزة وخارجها.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

لغة الإشارة

أبو عمرة يحوّل أنقاض الحرب إلى مشاهد مفهومة بلغة الإشارة، وينقل من داخل المستشفيات ومراكز الإيواء تفاصيل الإصابات والتجويع ونداءات الاستغاثة.

ويقدر عدد الصم في غزة بنحو 12 ألفا، حسب أبو عمرة، وهم يواجهون تحديات مضاعفة في ظل الحرب، إذ يُحرمون من معرفة ما يجري حولهم أو التنبّه إلى المخاطر المحدقة بهم.

وقال أبو عمرة: “أحاول مساعدة الصم الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، وبما أنني أسمع قليلا، فإنني أوثق ما أراه وأسمعه بلغة الإشارة، وأشرح لهم ما يجري في غزة”.

وأضاف: “الصم جزء من هذا المجتمع، ومن حقهم أن يفهموا ما يحدث بلغتهم، أذهب إلى أماكن الأحداث، أجمع المعلومات، وأنقلها بلغة الإشارة في مقاطع فيديو”.

وشدد على أن الصم لم يكونوا قادرين على معرفة ما يجري من حولهم، لكن بفضل هذه الفيديوهات، باتوا أكثر وعيا واطلاعا على الواقع.

كما أن كثيرين حول العالم أصبحوا يعرفون تفاصيل ما يحدث في غزة عبر هذه المقاطع، بحسب ما ذكره أبو عمرة.

مبادرة شخصية

وأكد أبو عمرة أن مبادرته شخصية بحتة، وتهدف إلى توعية الصم داخل غزة بالتطورات الميدانية ومواقع الخطر من خلال فيديوهات توعوية ينشرها يوميا.

وشدد على أن هذه المبادرة أصبحت موردا حياتيا مهما لفئة مهمّشة، لا سيما في ظل الحرب.

أبو عمرة ينشر مقاطعه المصورة عبر منصات “واتساب” و”تيك توك” و”إنستغرام”، وتلقى تفاعلا واسعا، وحققت بعض المقاطع مئات آلاف المشاهدات.

وقال إنه تلقى مناشدات من مرضى ومصابين بحاجتهم الماسة إلى علاج، فقام بترجمتها إلى لغة الإشارة ونشرها، ما ساهم بوصول المساعدات إلى بعضهم.

تحديات يومية

ورغم جهوده المتواصلة، يواجه أبو عمرة تحديات يومية جمة في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية.

ومن أبرزها صعوبة إعادة شحن هاتفه والوصول إلى الإنترنت؛ بسبب الانقطاع شبه الدائم للكهرباء وخدمات الاتصال، وغياب وسائل التنقل؛ جراء الحرب الإسرائيلية الدموية والمدمرة. لكنّه لا يتوقف، ويواصل عمله عبر مصادر بديلة للطاقة ونقاط اتصال محدودة، في محاولة مستمرة لإيصال رسالته إلى الصم داخل وخارج غزة المحاصرة.

ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

وفي مقاطعه المصورة، يوجه أبو عمرة نداء إلى العالم بضرورة “وقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات العاجلة للمرضى والنازحين”.

وضمن سياسة تجويع ممنهجة، تغلق إسرائيل منذ 2 مارس الماضي بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود.

ولا تسمح إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، سوى بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

الأناضول

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button