‏آخر المستجداتلحظة تفكير

محمد الصقلي يرد على أحمد عصيد: الفتح والغزو .. والفارق الذي أربكك!

بنظر عصيد ، إذا لم توجد كلمة فتح في اللغات الأخرى إنجليزية فرنسية وإسبانية فيتعين أن نعدمها. أن نشطبها من القاموس و نفرغها من مدلولها. بينما هذا المدلول يجعلها تختلف عن كلمة conquête في اللغات المشار إليها.

إذن من منظوره، لا فتح هنالك إلا وهو غزو. بينما الفارق يتسوجب التوقف عنده.

فالأقوام التي تعاقبت على شمال أفريقيا ، من واندال والرومان و فينيقيين لا يعتبرهم السيد عصيد غزاة اكتسحوا المنطقة بقوة السلاح بقصد استغلال خيرات الأرض واستعباد أهلها. وإنما بزايد بأن يقول الأمازيغ عاشوا وتعايشوا مع البيزنطيين في تكامل و انسجام. وغاب عنه أن الإمبراطورية الرومانية كان ثلاثة أرباع من ساكنتها مجرد عبيد مستعبدين وهناك شواهد تاريخية بأن الأباطرة كانوا يتمتعون بمشاهدة الأسود وهي تلتهم لحوم البشر أمام ألوف المتفرجين. إلا يرى السيد عصيد أن مدنا كثيرة في الشمال الأفريقي مماتركه الرومان إلا و تتوفر على كوليزيوم لإقامة هذه الاحتفالات الدموية.

السيد عصيد الذي لايريد أن يرى فارقا بين الغزو والفتح. لم لا يسائل نفسه: كيف أن العرب لم يبلغ بهم الحد أن استعبدوا الأمازيغ و تورطوا في مجازر تجعله يحاول إقناعنا بأن البيزنطيين كانوا في منتهى النبل طوال تواجدهم في شمال أفريقيا.

نعم العرب حين جاؤوا إلى المنطقة دخلوا بحد السيف. لكنهم أقاموا دينا ما لبث الأمازيغ أن أقبلوا عليه واعتنقوه في يسر وسماح . وهو ما لم يحصل مع المسيحية التي لم يعتنقها سوى يوليان لغماري حاكم طنجة وسبتة. كما لم يتركوا اللغة اللاتينية أو معاهد لتعليمها، لأنهم يعتبرون هذه الشعوب مجرد همج متبربرون. وأن ما يتكلم اللاتينية في عداد الباربار..

أما الاسلام فلم يجعل للعرب أفضلية على الأمازيغ الذين تعاقبوا على الحكم وأقاموا إمبراطوريات، من مرابطين وموحدين ومرينيين.

فالفتح فتح رغم أن السيد عصيد لا يرى أنه يتجاوز الغزو من حيث الهدف والبناء والتأسيس ، وبأن العرب كما لم يتأت للأقوام التي سبقتهم اندمجوا تلقائيا ضمن النسيج الاجتماعي في المنطقة، بحيث يتعذر عمليا الفصل من حيث الجينات والفصيلة الدموية بين أي من الإثنيات التي انصهرت في تمازج منذ ما يفوق ألف سنة.

والفكر يا سيد عصيد لا يقوم على معطيات مهزوزة، سيما إذا اتسمت بطابع العنصرية.

فهل أنت الأمازيغي الوحيد بين قوم أعراب وأعارب؟. بحيث لا ترى للغة العربية أنها اللسان المبين ولغة الدين وأيضا كونها أسهمت بقسط وافر في الحضارة المعاصرة.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button