فنون وثقافةلحظة تفكير

عبد الله العلوي: الإرث عند اليهود

تعرف بلادنا أصواتا لأقلية أصبحت فجأة ذات نفوذ وتقدم لها المنابر وحدها، وتسند من جميع الجهات خاصة الجهات الأجنبية / الغربية، التي لها مآرب أخرى ضد عقيدة الأمة ولغتها وطموحها ووحدتها الوطنية. فضلا عن امتدادها العربي /الإسلامي، هذه الأصوات التي منحت لها المناصب وأسست مؤسسات ومآوى وجمعيات، وتم تسريب مساعدات لها مالية ومعنوية حتى صارت ذات ثراء، فضلا عن حمايتها ، ولم تعد تخجل من شتم وإهانة المقدسات وما اجتمع عليه المغاربة، بل تعلن وتصرح بكل ما يدمر بما فيه المطالبة بالمساواة بالإرث.

وإذ يبدو هذا الشعار مغريا وجذابا، إلا أن الحقيقة الاجتماعية تظهر بكل وضوح أن دعاته “ودعاتها” لا علاقة لهم بالمرأة المغربية في القرى والمدن والعشوائيات، فهناك أكثر من 9 مليون فتاة غير متزوجة، وهناك حوالي مليوني أرملة، وصرنا نرى المرأة تنام في الشوارع، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ المغرب.

أما الطلاق -التطليق- فيصل يوميا إلى 900 حالة أي 356 ألف حالة سنويا، وإذا أضفنا الأطفال الذين انفصل آباءهم فإن الأمر يتعلق بمليون فرد سنويا قد تم ويتم تدمير عوائلهم، وهذه الأصوات لا تتكلم عن العيش الكريم والشغل والسكن والصحة لأنها متوفرة لها وحدها، وتسكن في أحيان كثيرة في أحياء راقية ومغلقة، بل فقط تحاول ضرب وتدمير الوشائج الاجتماعية للأمة خاصة التكافل العائلي الذي أنقذ المغرب عبر القرون وحل محل الدولة مدرسيا وأسريا وشغلا وحضانة. وفضلا عن ذلك فلم نسمع هذه الأصوات تنتقد الإرث عند اليهود لأن الغرب يساندهم، وهذا الغرب لم ينتقد قط الإرث عند اليهود بل الإرث فقط في الإسلام:

  • فالأم عند اليهود لا ترث في ابنتها أو ولدها إطلاقا.
  • البنت اليهودية إذا تزوجت لا ترث في والدها.
  • الأخت لا ترث في أخيها إذا كان معها أخ أو أبناء أخ.
  • الابن الأكبر يمنح ضعفي الابنين الثاني والثالث، وقد يأخذ النصف إذا تعددوا والبنات لا يرثن.

 ولكن لا أحد في العالم ينتقد الإرث عند اليهود ولاينتقدهم أصلا في احتلالهم وقتلهم، بل فقط المسلمين هم الذين يجب أن ينتقدوا في حياتهم وإرثهم ولغتهم وأسرتهم وأبنائهم وعيشهم ووحدتهم، بل أن اليهود يعتبرون الغير جائز قتله: “إذا رأيت أحد من الأغيار على قمة جبل فانظر خلفك ويمينك ويسارك هل يراك أحد من الأغيار، فإذا لم يكن يراك فادفع الذي على الحافة من الأغيار” ومع ذلك لا أحد ينتقد أو يعارض أو حتى يوضح، نحن في الزمن الخطأ ومع الناس الخطأ ووسطنا عدو هلامي لا نعرف عنه شيئا!

. باحث

‏مقالات ذات صلة

Back to top button