‏آخر المستجداتلحظة تفكير

د منصور مالك (لندن): من قابيل إلى نتنياهو: قصة القتل والتمرد في تاريخ الإنسان

(دراسة تاريخية، قرآنية وفكرية)

قاتل التاريخ الجديد نتنياهو قد تجاوز هتلر
وكتب صفحة جديدة دامية في سجل الإبادة الوحشية.

مقدمة: الإنسان وكرامته التي هبط منها

لقد جعل الله تعالى الإنسان خليفةً في الأرض، ومنحه العقل والوعي والاختيار، وسخّر له الكون كله:

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا
(الإسراء 17:70)

وأرسل إليه الأنبياء بالهداية والتعليم، ولكن القرآن يخبرنا أنّ الإنسان إذا انحرف عن طريق الشكر والعدل والمحبة، نشر الفساد في الأرض:

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
(الروم 30:41)

  1. بداية القتل والتمرد: قابيل وهابيل

أول جريمة قتل في التاريخ البشري كانت على يد قابيل، الذي قتل أخاه هابيل حسداً وغروراً.
لم تكن هذه الجريمة مجرد حادثة، بل كانت الخط الأحمر الأول في تاريخ الدماء البشرية.
• علّمه الله بدفن أخيه بواسطة الغراب،
• لكن الإنسان نسي العبرة وواصل إرث القتل والتمرد عبر الأزمان.

  1. المسيرة الدامية في تاريخ الإنسان

منذ قابيل والإنسان يكرر الفساد في الأرض:
• نمرود ادعى الألوهية،
• فرعون ذبح الأطفال الأبرياء،
• واليهود قتلوا الأنبياء كما قال الله تعالى:

وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
(آل عمران 3:21)
• الإمبراطوريات دمرت القرى والمدن في سكرات القوة وأفنت الأمم،
• ولكن الإنسان لم يتعلم الدرس قط.

  1. التمرد الحديث: نتنياهو وفلسطين

أبرز مثال معاصر هو فلسطين:
• لأكثر من عشرين شهراً يُقتل الأطفال والنساء الفلسطينيون تحت القصف.
• الجوع والمرض يفتكان بالأحياء، والإنسانية صامتة.
• إسرائيل بقيادة نتنياهو تواصل إرث قابيل.
• أمريكا والغرب، الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان، هم الداعمون لهذا الظلم.

والمأساة أعمق لأن:
• المسلمين هم الذين منحوا اليهود الحماية والحقوق من الأندلس إلى المغرب،
• واليوم أحفادهم يقتلعون المسلمين من بيوتهم ويذبحونهم بدم بارد.

لقد تجاوز نتنياهو هتلر، وكتب تاريخاً جديداً مخضباً بالدماء، والمجتمع الغربي يقف متفرجاً مؤيداً بالصمت.

  1. الإنسان الحديث وابتكاره: الذكاء الاصطناعي (AI)

لقد حقق الإنسان تقدماً علمياً مذهلاً:
• وصل إلى الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة،
• لكنه بات يخاف من صنع يديه أن يسيطر عليه.

ولعل الله يريد أن يعلّم الإنسان دروس التواضع من خلال ما صنعته يداه.
فإذا لم يسلك طريق العدل والرحمة والشكر، وظل على طريق الظلم والطغيان، فربما:
• يكون علمه وتقنياته وتمرده سبب هلاكه نفسه.

  1. الرسالة الأخيرة

لم يتعلم الإنسان شيئاً من رحلته من قابيل إلى نتنياهو.
• في كل عصر كان المخلصون قلة، والمتمردون أكثرية.
• واليوم آن الأوان أن يقف الإنسان ويسأل نفسه: من أنا؟ وإلى أين أمضي؟

لا تزال صرخة القرآن تدوي:

وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
(ولا تفسدوا في الأرض مفسدين)

فإن لم يفهم الإنسان، فستكون قصته مجرد سلسلة من القتل والتمرد.
والله قادر على أن يسلط عليه أي مخلوق – ولو كان الذكاء الاصطناعي – فيمحو جبروته بكلمة واحدة: كن فيكون.

يا أصحاب العقول والبصائر،
امحوا الأنا في داخلكم،
واخشعوا لله، وابحثوا عن الفوز الأبدي في التوبة والمناجاة.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button