المجتمع

حرمة الأموات بمقابر المسلمين يعصف بها الإهمال في خبر كان

Ì(كش بريس / محمد مروان): كثرت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص احتجاجات المواطنين حول ما أصبحت تعيشه من ظواهر إهمال وتهميش فظيع ونسيان لايوصف من طرف مسؤولي جهات معنية بحرمة مقابر المسلمين في أغلب إن لم نقل جل المدن المغربية، حيث صارت في زمننا عالما يستوطنه آلاف المتشردين ومتسكعين من الجنسين ذكورا وإناثا، أطفالا وكبارا، و متعاطين إلى مختلف أنواع الموبقات ونشطاء في الإجرام دون حسيب ولارقيب، حيث يتخذون من هذا المكان ليلا وكلما قاموا بإحدى عملياتهم الإجرامية ملاذا لهم آمنا، إذ ما إن يحط زائر المقبرة رجله نهارا بجوار مدخلها حتى يسقط بصره فجأة على وجوه أصحابها يطلبون النوال، وقد ظهر عليها آثار جروح شوهت بشراتهم المخيفة، ورائحة مادة الكحول تنبعث من أفواههم، حيث يجد المار نفسه أمامهم مجبرا على التعجيل بمدهم بالصدقة حتى يتجنب شرور ما توحي به ملامحهم، وهذا هو الحال المعاش على سبيل المثال لا الحصر بمقبرة باب دكالة بمدينة مراكش، هذه المقبرة المترامية الأطراف ببابين أحدهما من الجهة الجنوبية والثاني من جهتها الشمالية، بكل منهما حارس وحيد يكون فقط خلال فترة النهار، حيث يحف بهما دائما عند جلوسهما بمدخل المقبرة عناصر من أصحاب وجوه ( السيكاتريسات ) بالقرب من غرفة صغيرة ليس بجوارها لا مرحاض خاص به، ولا حتى أنبوب ماء، حيث تتعقب الزائر هذه الوجوه وهم يحملون في أيديهم قرب ماء بلاستيكية ( بيدونات )، يصبون ما احتوته من مياه دون استشارته على القبر الذي قام بزيارته، كي يسلمهم بعض الدريهمات، وكلما تلاشت هذه القرب البلاستيكية وأرادوا التخلص منها ومن مختلف الأزبال والنفايات والتغوط عند قضاء حاجات أهل هذه المقبرة من الأحياء، يكون المكان المفضل إما فوق القبور أو بمحاذاتها، الشيء الذي حولها من مقبرة إلى أم المزابل المقرفة للنفوس، إذ لم يصبح بينها في أيامنا وبين كلمة ” روضة ” كما يصطلح عليها لدى عامة المغاربة إلا الخير والإحسان، حيث أضحت مقابر لا نحسد عليها لا من طرف أولاد عيسى أو حتى من أبناء موسى؟!

‏مقالات ذات صلة

Back to top button