لحظة تفكير

أذ/عبد الحق عندليب: لا لإلباس ديننا الحنيف عباءة التزمت والدجل..

نشر أحد الفقهاء أو الشيوخ فيديو ضمنه انتقادات لاذعة للتلفزة المغربية، التي حسب قوله تبشر جمهورها بمناسبة حلول شهر رمضان الأبرك بسلسلة من البرامج والأفلام والمسرحيات والسكيتشات والهزليات والسهرات والمباريات…إلخ واصفا المسؤولين عن القنوات التلفزية بقطاع الطرق، مفسرا هذا الوصف بكون المسؤولين عن القنوات التلفزية يقطعون طريق الخير على الناس، ويحولون بين الناس وبين التقوى والانتفاع بالشهر الكريم. وتابع هذا الشيخ بالدعوة إلى مقاطعة التلفزة وجعل شهر رمضان بدون تلفزة متساءلا هل تعتبر مشاهدة التلفزة فريضة؟! وبأن عدم مشاهدة التلفزة لن يقع بسببه أي شيء بل سيحس الناس بالأنس مع الله عز وجل.

وأنهى الشيخ المومئ إليه باتهام المسؤولين عن القنوات التلفزية الوطنية، بكونهم أعداء الله ويقومون بهذه الأعمال بصفتهم أولياء الشياطين، مؤكدا أن الشياطين محبوسين خلال شهر رمضان ولكن أولياءهم يكملون المهمة؟؟؟!!!

ودون أن أغوص بشكل لا طائل من ورائه أكتفي بالتعليق الآتي:

هل البرامج الترفيهية والرياضية والثقافية تقطع الطريق على الصائمين من أجل التعبد وتمنعهم من الصلاة والاستماع إلى الحديث والى الفقهاء والاهتمام بالشؤون الدينية بصفة عامة؟؟؟!

وهل تعتبر مشاهدة هذه البرامج والمسلسلات والمسرحيات والسكيتشات وغيرها من البرامج المتنوعة حرام في منطوق الشريعة الإسلامية السمحة؟؟؟!!!

وهنا أتساءل ما هذه الآراء التي تريد وتسعى إلى معاداة الفن والثقافة والترفيه وتضعهم على طرف نقيض مع الدين، وتجعل من كل ما يساهم في الفرح والضحك والترفيه عن النفس عمل من من صنع الشياطين الذين يسعون إلى إبعاد الناس عن ذكر الله؟؟؟!

شئ غريب حقا أن نجد آراء لا زال بعض الشيوخ يروجون لها في عصرنا هذا والتي تدعو في الحصيلة إلى التزمت والانغلاق وجعل الفن والثقافة والهزل والترفيه في شهر رمضان أو في بقية الشهور الاخرى مجرد وسيلة وعمل شيطاني لإبعاد الناس عن العبادة وعن الدين.

فهل فقد بعض الذين يرتدون عباءة الشيوخ والمصلحون والوعاض بوصلة العقل والحقيقة والاعتدال والوسطية، حتى يدعون الناس إلى مقاطعة التلفزة كوسيلة من وسائل الإعلام، التي وإن كثرت أخطاؤها وعيوبها ومنزلقاتها.

فلا يمكن معها دعوة الناس للتخلي عن أهم مصادر الإعلام والتثقيف والترفيه والتوعية التي تجعلنا حاضرين ومواكبين وفاعلين في ما يجري حولنا عبر العالم عوض تغييبنا واحكام طوق الجهل والتزمت على مواطناتنا ومواطنين بدعوى الدين الحنيف الذي هو براء من الجهال والدجالين.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button