‏آخر المستجداتفنون وثقافة

مهرجان الريف للسينما بتطوان.. سلسلة أخطاء!!

كتب: محمد بوخزار ـ

أعتقد أن مهرجان الريف للسينما الامازيغية ( من15 إلى 18 الجاري بتطوان)؛ قد وقع في سلسلة أخطاء، أولها ندوة خارج السياق ، ليس لها أي مبرر فني ؛ أطلق عليها عنوان إطلاقي، يتسم بتعميم كبير: “السينما بين الدين والسياسة”. عنوان لا يصلح حتى لأطروحة جامعية . كان حريا بالمشرفين تجنب هذا التوجه، مادام المهرجان( وهي كلمة كبيرة) يهدف إلى إثارة الانتباه إلى بدايات سينما ناشئة، تنعت خطأ ب ” الامازيغية” لأن السينما وسواها من الفنون الكبرى، لا وطن لها، وبالتالي وجب أن نقول السينما المغربية الناطقة بالامازيغية ، العربية الريفية أو الحسانية؛ وسنصل يوما إلى العبرية!!.

خطأ آخر يتجلى في التكريمات.. أنا شخصيا، لا أعرف المكرم مصطفى الباكوري، ولم أسمع عنه إلا الخير، ولكني أرى أن تكريم منتخب حزبي، ليس إجراء موفقا بل هو إحراج له ؛ إذ سيعتبره كثيرون دعاية انتخابية له، قبل الأوان. التكريم، إن كان التكريم مستحقا؛ يجري في سياق مختلف، وبعد أن تنتهي ولاية الرجل على رئاسة جماعة تطوان. دعوني أسجل أن “المكرم” لا علاقة كبيرة تربطه بالسينما، حسب علمي.

تكريم الفنانين الآخرين, لم يسلم بدوره من أخطاء: الممثل محمد الجم، بقيمته وقامته في التمثيل وخفة الظل، صرح بأن ما سيمنح له من مال لقاء تكريمه في تطوان، سيتبرع به لعائلتين فقيرتين في المدينة ، لشراء خروف عيد الأضحى. أي كرم هذا الذي تتباهى به ، السي محمد؟ هل انعدم المحسنون هناك ؟.

خطأ إضافي.. يتمثل في مبالغة ربما غير مقصودة، تتصل بطبيعة المهرجان، وهي صفة كبيرة ، كان من الأولى استبدالها بأيام سينمائية. مهرجانات السينما في العالم تتعدى الأوطان، آخرها الفيلم المتوسطي في تطوان. وهنا يبرز سؤال: لماذا لم تدرج الأفلام “الامازيغية” ضمن ، أو على هامش، المهرجان الأخير في عاصمة الشمال؛ علما أن الأفلام المشاركة فيه ؛ ناطقة بأكثر من لغة !! . أكيد أنه ليس إقصاء متعمدا للأمازيغية. أرى أن السبب كامن في ضعف المنتوج وتواضعه..

وأختم بالاشارة إلى خطأ، أرى أنه وقع بحسن نية: المهرجانات عادة تنسب إلى المكان الذي تعقد فيه. أولا: تطوان، مراكش ، خرببكة… فكيف ينسب إلى منطقة الريف الشاسعة البعيدة عن مكان الانعقاد ؛ بل ربما لا توجد بها قاعة للعرض السينمائي، بالمواصفات الفنية واللوجيستية المطلوبة.

سؤال أخير عن أحد المنظمين للمهرجان: أحدهما الأستاذ الحبيب الحاجي، وحسب علمي، فهو محامي. طبعا ليس عيبا أن يكون مولوعا بالفن السابع.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


Back to top button