
أخيرا قررت الدولة المغربية في شخص وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تدريس رقصة الهيب هوب في المدارس المغربية، وهي قفزة ثلاثية فوق التربية والتعليم نحو الرياضة مباشرة من دون المرور بهما.
إلى الآن القضية واضحة، ولكن لماذا يستعرض المغرب الفولكفور الشعبي المغربي أمام الأوروبيين والأمريكيين؟ هل الفولكفور المغربي موجه للفرجة فقط للأجانب والفولكلور الأمريكي موجه للاستهلاك المحلي؟ أين أصحاب تمغربيت؟ أم أن تمغربيت خاصة بإصرائيل؟ ألا يملك المغرب تقاليده الخاصة في الرقص مثلا؟ أين دعاة الأمازيغية لكي يطالبوا بتدريس رقصة أحواش بدل هذه الهب هب؟ أم أن الأمازيغية موجهة فقط إلى العربية والإسلام؟.
منذ فترة ونحن نسمع عن الخصوصية المغربية والنموذج المغربي، وكنا لا نثق في هذه الشعارات أبدا، ثم جمعوا كل هذه الشعارات في عبارة خردوية هي تمغربيت، والآن تبين أن تمغربيت هي الأمركة في الثقافة والصهينة في السياسة.
لكن ربما كان تدريس الهيب هوب محاولة ذكية لخلق جيل محارب للفساد والظلم، فقد ظهر الهيب هوب في أمريكا لدى السود كنوع من التمرد ضد هيمنة البيض، فهل يكون الهيب هوب في المغرب تمردا من الفقراء ضد الأغنياء؟.
الهيب هوب ليست رياضة كما تزعم الوزارة، بل رقصة، وهي رقصة مائعة تحولت إلى عنوان للتحلل الأخلاقي حتى في البلد الذي ظهرت فيه، ومن الناحية السياسية هي اليوم رقصة ترامبية تدل على هيمنة الترامبية في العالم العربي كما كان يدل الهيب هوب على هيمنة البيض على السود، وقد صار العالم العربي أسود منذ سابع أكتوبر.