‏آخر المستجدات‏أخبار وطنية

اعتراف أممي بجهود المغرب في محاربة الانقطاع الدراسي وتمكين الفئات الهشة

(كش بريس/ التحرير)ـ

أعلنت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، عن تتويج مبادرة “مدارس الفرصة الثانية” التابعة لمديرية التمدرس الاستدراكي والمدرسة الدامجة بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمغرب بجائزة “كونفوشيوس للتعليم” التي تمنحها منظمة اليونسكو، وذلك في دورتها العشرين التي احتضنتها مدينة تشيويفو بمقاطعة شاندونغ شرق الصين نهاية الأسبوع المنصرم. ويأتي هذا التتويج الدولي ليعترف بجهود المغرب في تطوير برامج تعليمية مبتكرة تستهدف الفئات الهشة والمنقطعين عن الدراسة، ويضع التجربة المغربية إلى جانب نماذج عالمية رائدة من بنغلاديش وأيرلندا.

ووفق ما أوردته “شينخوا”، فقد كرّمت الجائزة هذا العام مشاريع جمعت بين الإبداع التعليمي والبعد المجتمعي، منها برنامج “المدارس العائمة التي تعمل بالطاقة الشمسية” لمنظمة غير حكومية في بنغلاديش، وبرنامج “تعلم مع موقع NALA eLearning” التابع للوكالة الوطنية لمحو أمية الكبار في أيرلندا، إلى جانب مبادرة المغرب التي حظيت بتقدير خاص لنموذجها القائم على إعادة إدماج الأطفال والشباب في المسار التعليمي والمهني.

البيانات الرسمية لوزارة التربية الوطنية تكشف أن عدد المستفيدين من مراكز “الفرصة الثانية” بلغ الموسم الماضي نحو 20 ألفًا و236 متعلمة ومتعلمًا، جرى تأطيرهم بشراكة مع 192 جمعية تدير 222 مركزًا عبر جهات المملكة. ولتعزيز هذا الزخم، أضيف خلال الموسم الحالي 60 مركزًا جديدًا، ما يرفع عدد المستفيدين المرتقبين إلى حوالي 35 ألف تلميذة وتلميذ، في مؤشر على توسع المشروع واستجابته المتزايدة لحاجات المجتمعات المحلية.

تحمل جائزة “كونفوشيوس للتعليم”، التي أُنشئت عام 2005 كأول جائزة أممية تحمل اسم فيلسوف صيني، رمزية خاصة لارتباطها بقيم التعليم الشامل ومحو الأمية، ولاسيما في المناطق القروية وبين النساء والأطفال. وعلى مدى عشرين دورة، احتفت الجائزة بـ57 مشروعًا في 36 دولة، مسهمةً في تحسين فرص التعليم لأكثر من مليون شخص من الفئات المهمشة في أنحاء العالم.

هذا الاعتراف الأممي لا يقتصر على تكريم تقني أو إحصائي، بل يعكس في العمق رهان المغرب على التعليم كمدخل للعدالة الاجتماعية والتنمية. فمبادرة “مدارس الفرصة الثانية” تتجاوز فكرة محو الأمية إلى بناء مسار جديد لحياة شباب انقطعوا عن الدراسة، إذ توفر لهم فضاءً جامعًا بين التكوين الأكاديمي والدعم الاجتماعي والتهيئة لسوق الشغل. وبذلك يتحول هذا البرنامج إلى تجربة رائدة في تحويل الهشاشة إلى طاقة إنتاجية، ويؤكد أن الاستثمار في الإنسان، خاصة في الفئات المهمشة، يمكن أن يفتح آفاقًا واسعة للاندماج والنهوض المجتمعي.

إن تتويج هذه المبادرة يعكس قدرة المغرب على تقديم نموذج تعليمي يزاوج بين البعد الوطني والاعتراف الدولي، ويبرز أهمية السياسات التربوية التي تراهن على الشراكات المجتمعية والتوسع التدريجي لمواجهة ظاهرة الانقطاع الدراسي. وهو في الوقت ذاته إشارة إلى أن الرهان على المعرفة ليس مجرد شعار، بل خيار إستراتيجي يعيد للتعليم مكانته كأداة للتحرر والكرامة والعدالة.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button