‏آخر المستجداتبقية العالم

الجيش الإسرائيلي يرحّل حمير غزة إلى أوروبا بمزاعم حمايتها..

ـ يتعمد حرمان أهل القطاع من وسيلة النقل التي هي في إمكانهم الآن ـ

في واقعة غير مسبوقة تضاف إلى ملف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، رصدت وسائل إعلام إسرائيلية قيام الجيش بنقل عشرات الحمير من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل، ثم إلى ملاجئ حيوانات في فرنسا وبلجيكا بمزاعم “إنقاذها من ظروف قاسية”، في خطوة أثارت موجة من الجدل والتساؤالات والانتقادات، واعتبرت من قبل نشطاء وحقوقيين شكلاً جديداً من أشكال الانتهاكات في ظل الحرب، لما لها من رمزية عند الفلسطينيين على اعتبار أنها باتت وسيلة النقل الوحيدة في القطاع المنكوب.

يقود شاب عربة يجرها حمار محملة بأغطية أسرة وأثاث آخر، مرورًا بكومة من الخردة المعدنية، بينما يفر النازحون من خان يونس غربًا إلى المواصي جنوب قطاع غزة، في 3 يونيو/حزيران 2025، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء في اليوم السابق.

يقود شاب عربة يجرها حمار محملة بأغطية أسرة وأثاث آخر، مرورًا بكومة من الخردة المعدنية، بينما يفر النازحون من خان يونس غربًا إلى المواصي جنوب قطاع غزةفي ٣ يونيو/حزيران 2025، بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء في اليوم السابق.

بحسب تقرير بثته قناة كان الإسرائيلية، جمع الجيش الإسرائيلي مئات الحمير من مناطق متفرقة في قطاع غزة خلال العمليات العسكرية، ونقلها إلى مزرعة تديرها جمعية إسرائيلية تدعى “لنبدأ من جديد” في منطقة “موشاف حرّوت” جنوب تل أبيب.

إجلاء بيطري بإشراف الجيش الإسرائيلي

تدّعي الجمعية أن هذه الحيوانات كانت تعاني من “صدمات نفسية وجسدية” جراء استخدامها في الأعمال الشاقة، من نقل الرمل والركام ومواد البناء إلى نقل الأثاث والجرحى والقتلى خلال الحرب المستعرة في القطاع.

وقالت مديرة الجمعية “شارون كوهين”، إنها لن يسمح بإعادة الحمير إلى غزة حتى “لا يتم استغلالها في إعادة الإعمار”، على حد تعبيرها.

وفي سياق مثير للجدل، أعلنت مديرة الجمعية ترحيل دفعات من الحمير المهربة إلى فرنسا وبلجيكا، بالتعاون مع مؤسسة دولية تدعى “شبكات الحيوانات” وشبكة أوريون كارغو الإسرائيلية.

انتقادات قانونية

وصف عدد من الحقوقيين الفلسطينيين ما جرى بأنه “مصادرة غير قانونية لممتلكات مدنية”، بشكل ينتهك القانون الإنساني الدولي الذي يحظر الاستيلاء على الممتلكات في مناطق النزاع.

بينما أظهر تقرير لهيئة البث الإسرائيلية أن عمليات الجمع تمت دون موافقة مالكي الحمير أو وجود وثائق تثبت ملكية الجمعية لها، بينما صورت الهيئة الخطوة على أنها “مهمة إنقاذ إنسانية”.

“حتى الحمير لم تسلم”

العملية أثارت موجة واسعة من السخرية الممزوجة بالغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بمصادرة الأراضي والبيوت وقصف الحجر والشجر والبشر، بل وصل به الأمر إلى سحب حتى وسائل النقل البدائية التي يملكها الفلسطينييون، على حد تعبيرهم.

وقال أحد المغردين، “من سرق أرض شعب لن يتردد في سرقة حميره”.

الحمير.. رمز للصمود في غزة المحاصرة

واستهجن الناشطون على المنصات الاجتماعية مصادرة إسرائيل للحمير على أنها “غنائم حرب”، بينما استذكر فريق من المغردين حفل التكريم الذي أقامه سكان قطاع غزة في شهر يونيو/حزيران الماضي بسبب دورها الإنساني خلال الحرب، من خلال نقل النازحين والجرحى والقتلى، بعد انهيار وسائل النقل وانعدام الوقود والشلل الكامل الذي أصاب البنية التحتية، حيث تحولت الحمير إلى “رمز من رموز صمود السكان” وملأت فراغاً خلقته سنوات من الحصار والدمار وأصبحت جزءاً يومياً من حياة الفلس*طينيين، وأداة “من أدوات البقاء”، يقول ناشطون.

****

ـ عن مونت كارلو ـ

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button