
منذ 08 شتنبر 2021، التاريخ الذي رمى فيه المغاربة أبشع تنظيم في مزبلة التاريخ والجغرافيا وعلوم الحياة والأرض والتربية الإسلامية والتربية التشكيلية وكل المواد الدراسية…، لم يتوقف الغريق بنكيران عن محاولة التشبت بأي قشة، وآخر قشة يقرب منها يده مرة أخرى، لعلها تنقذه من سيل يواصل جرفه وتنظيمه وكل أذرعه إلى غياهب النسيان، ورقة الأمازيغية.
25 نونبر 2011، تاريخ لن ينساه بنكيران ورهطه، تاريخ فتح أمامهم خزائن الأرض، وأوصلهم على صهوة حركة 20 فبراير التي خذلوها إلى قبة البرلمان ومواقع القرار، كاد بنكيران يطير من الفرح ومن معه وهو يجلس وفريقه من الجماعة والحزب والنقابة وكل الأذرع على مختلف الكراسي ويحتلون مختلف المواقع، وما كادوا يستوون، حتى وجهوا مدفعيتهم للذين صدقوهم، فكان ذاك الخاص بهم أكبر من الخاص بكل المغاربة، وقلبوها للمغاربة قلبا لم يسبق أن سبقهم إليه أحد، وكانت علينا سنوات بنكيران وحزبه وجماعته العشر كالسنوات السبع العجاف في قصة يوسف، أتى خلالها على كل المكتسبات، ودمر كل ما تم تحصينه قبله، وعينه على البقاء لاستكمال الخطة، ليستيقظ ليلة 08/09/2021، وهو خارج الجنة، كيف لا وقد أكل فريقه العنب في المنصورية بعد أن كمدوا عظامهم في مراكز التدليك وساروا بين المولان غوج والشانزيليزي.
لن ينسى بنكيران تلك السنوات العشر، ولن ينسى كل من معه كيف انقضوا على الشعب المغربي، وأروه النجوم في الظهر الأحمر، وهو الشعب المسكين الذي وثق بالشعارات وبالسبحة والدينار، فسقط في الفخ ليؤدي ضريبة العشر العجاف إلى اليوم. لذلك، فالحنين إلى الضرع/ البزولة، يجعل بنكيران لا يفوت فرصة إلا وحاول التودد من خلالها مرة أخرى لشعب أضنته قراراته اللاشعبية، كما يتودد الذئب للشاة ليفترسها، لعله يعود مرة أخرى من النافذة بعد أن طرد من الباب، فالدين عنده ورقة انتخابية، وفلسطين اسم يبيض ذهبا على الإخوان والسلفيين، ولو سقطت الصومعة فعلقوا أخنوش، يكرر بنكيران على مسامعنا، وأخيرا الأمازيغية.
ما أروعها من ورقة انتخابية، فهي، رغم كونها آية من آيات الله، ورغم كونه جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا، وأن أكرم الناس عند الله إنما هو المتقي، فكمال الإسلام والإيمان عند الإخونج والسلفيين يكمن في ترك الأمازيغية واعتناق العروبة، فالعربية، بعيدا عن العلم ، وقريبا من ديماغوجية الإسلام السياسي، ليست لغة بشرية طبيعية ككل اللغات، لغة للعرب، سنتهم وشيعتهم، مسيحييهم ويهودهم، دروزهم وملحديهم، لغة أبي جهل وأبي لهب ومسيلمة وأبي نواس وميشيل عفلق والروض العاطر وتحفة العروس ومايا خليفة ووو، بل هي لغة مقدسة يكتمل بالكلام بها الإيمان، لغة لله، ولغة للقرآن، ولغة لأهل الجنة والتي لن يتكلم المؤمنون غيرها مع الحور العين، وهي أم اللغات التي تحدث بها آدم، والأمازيغية كفر وإلحاد وعلمانية ورجس من عمل الشيطان، فليجتنبها المؤمنون بمشروع الإخوان والتلف على السواء، وليبرحوها، وليتوقفوا عن الحديث بها مع أبنائهم، ولا يطالبون لمنحها حقوقها الكاملة، وهي الضرة للغة الله، وهي المؤامرة لتقسيم الأمة، تحركها إسرائيل والماسوينة وكل الجماعات التي تتآمر ضد الإسلام والمسلمين، وتغذق على المدافعين عنها بسخاء كل العطاء، وتيفيناغ ابجدية مشبوهة صنعت في مختبرات العدو، لمزاحمة الحرف العربي/ الآرامي المقدس، والأمازيغية ينفخ فيها، وتصنع صنعا لمزاحمة لغة الله التي سيحدث بها عباده المخلصين في الجنة ويتجاوب معهم، فدعوا الأمازيغية واتركوها فإنها منتنة، واهجروا الحروف الشينوية، حروف الشلح الذي باش كايفطر گاع، أو كما وصفهم رفيقه في سفينة الإخونج عرق معين عرف بالبخل لإضحاك أسياده المشارقة.
إن سي بنكيران، الذي لا يصدق إلى اليوم أن تاريخ صلاحيته وجماعته وحزبه ونقابته وكل أذرعه الظاهر منها والباطن، قد انتهت، وأن المغاربة، إلا المبردعين، لن يلدغوا مرة ثالثة من جحر الإخوان، وأفضل ما يمكن للسيد بنكيران القيام به هو أن يتأبط جافيله وينطوي.





