(كش بريس/وكالات)ـ دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ صباح اليوم الجمعة، مع بدء الجيش الإسرائيلي بالتمركز على طول خطوط الانتشار الجديدة استعدادًا لتنفيذ بنود الاتفاق واستعادة الرهائن، وفق ما أعلنته القوات الإسرائيلية. ومع بدء الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع، شرع عشرات آلاف الفلسطينيين في العودة من جنوب غزة إلى شماله، مستخدمين الشارعين الرئيسيين “صلاح الدين” و”الرشيد”، في خطوة تمثل المرحلة الأولى لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وتكشف عمليات العودة المبكرة عن حجم الدمار الهائل الذي خلفته العملية العسكرية الإسرائيلية، حيث دُمرت أحياء كاملة في مدينة غزة، وأصبحت المنازل والمرافق العامة رمادًا وركامًا، ما يعكس الطابع المدمر للحملة التي استهدفت احتلال المدينة تدريجيًا. وتأتي هذه التحركات العسكرية والمدنية بالتوازي مع خطة الانسحاب التي أعدتها إسرائيل، والتي تستمر على مدى 24 ساعة، بحيث تُعيد القوات تمركزها في نقاط محددة ضمن الخطة الأمريكية التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب، بما يسمح للجيش بالسيطرة على حوالي 53% من مساحة القطاع.
كما يأتي الاتفاق بعد صراع طويل وشمل مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة دولية تشمل تركيا ومصر وقطر، وأشراف أمريكي مباشر، أسفر عن المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى، والتي كان من المقرر أن تُفعّل وقف إطلاق النار بشكل فوري بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية. وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحكومة صادقت على الاتفاق الذي يتضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وهو ما أدى إلى تفعيل بنود وقف إطلاق النار في القطاع بشكل رسمي.
يبقى المشهد الفلسطيني مختلطًا بين الفرحة المحدودة للعودة إلى المنازل والأحياء المدمرة، والرهبة من حجم الخسائر المادية والبشرية، بينما يحاول الجيش الإسرائيلي تنفيذ الانسحاب التدريجي وفق الترتيبات المحددة، في خطوة تمثل اختبارًا عمليًا لمدى التزام الطرفين بوقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار النسبي داخل غزة.
