‏آخر المستجدات‏أخبار وطنية

بعد مغادرته المنصب.. جنرال إسباني يكشف هواجس مدريد تجاه المغرب

(كش بريس/التحرير)ـ حذّر الجنرال الإسباني ميغيل آنخيل بايستيروس، أحد أبرز صناع القرار الجيوسياسي والأمني في إسبانيا، من ما وصفه بـ«الطموحات الترابية للمغرب»، في إشارة مباشرة إلى مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للاحتلال الإسباني. وتندرج هذه التصريحات ضمن سلسلة مواقف مماثلة صدرت عن مسؤولين عسكريين إسبان سابقين خلال السنتين الأخيرتين، ركزت على اعتبار المغرب عاملاً مقلقاً للأمن القومي الإسباني.

وجاءت تصريحات بايستيروس في حوار مع صحيفة البيريوديكو دي كتالونيا الصادرة في برشلونة، تناول فيه التحديات الراهنة التي تواجه الأمن القومي الإسباني والأوروبي. ويُذكر أن الجنرال كان يشغل، إلى حدود السنة الماضية، رئاسة “شعبة الأمن القومي الإسباني”، وهي الهيئة العليا المكلفة بإعداد التصورات الاستراتيجية المرتبطة بالأمن القومي، وتقديم الاستشارات المباشرة لرئيس الحكومة، خاصة في ما يتعلق بالتهديدات التقليدية والحرب الهجينة والتنسيق الأمني بين مؤسسات الدولة. ويُعد بايستيروس من بين أبرز مهندسي التصور الأمني والعسكري والدبلوماسي الإسباني تجاه المغرب في السنوات الأخيرة.

وتوقف الجنرال في الحوار عند تحولات غير مسبوقة في البيئة الأمنية الدولية، مشيراً إلى أن الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي، التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب قبل أسابيع، استحضرت لأول مرة البعد الديني، من خلال التركيز على المسيحية والثقافة المسيحية-اليهودية، وهو ما اعتبره تطوراً لافتاً. كما أوضح أن واشنطن دعت الأوروبيين إلى الحفاظ على تقاليدهم في مواجهة الهجرة القادمة من الجنوب، والتي يُنظر إليها، وفق هذا التصور، على أنها تهدد “الهوية المسيحية لأوروبا”.

وفي السياق ذاته، أقر بايستيروس بأن إسبانيا، شأنها شأن باقي الدول الأوروبية، لم تعد تشعر بالأمن الكامل منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا. غير أن المغرب، حسب تعبيره، يظل حاضراً باستمرار في حسابات الأمن القومي الإسباني. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت العلاقات المتقدمة للمغرب مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل تشكل عاملاً لزعزعة الاستقرار، أجاب بالقول إن هذا التحالف “مقلق”، معتبراً أن المغرب بات يمتلك حليفاً قوياً، خصوصاً في المجال التكنولوجي العسكري.

وأضاف أن هذا التحالف، وإن كان موجهاً أساساً في سياق الصراع المغربي الجزائري، إلا أن إسبانيا، بحسب رأيه، لا يمكنها تجاهل ما سماه “مطالب المغرب الجدية جداً” على أراضٍ إسبانية، في إشارة واضحة إلى سبتة ومليلية.

وتعكس هذه التصريحات، وفق مراقبين، قلقاً عميقاً داخل أوساط المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الإسبانية من انعكاسات التنافس الإقليمي بين المغرب والجزائر، سواء على مستوى التسلح أو النفوذ في شمال إفريقيا، وما قد يترتب عنه من تداعيات مباشرة على إسبانيا. وترتكز هذه المخاوف، بالأساس، على احتمال إحياء مطالب مغربية مستقبلية باستعادة سبتة ومليلية وبعض الجزر المحتلة.

ويُلاحظ، في هذا السياق، أن عدداً من القادة العسكريين والدبلوماسيين الإسبان يحرصون، أثناء توليهم مناصب رسمية، على الإشادة بنضج العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد، قبل أن يكشفوا، بعد مغادرتهم مواقع المسؤولية، عن مواقف أكثر تشدداً. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، تصريحات وزير الخارجية الإسباني الأسبق خوسيه مانويل غارسيا-مارغايو، الذي وصف المغرب، قبل أسابيع، بـ«الخطر الاستراتيجي الأول على إسبانيا»، معتبراً أنه لا يمكن التعامل معه كحليف بل كمنافس.

وفي السياق نفسه، أدلى الجنرال فيرناندو ألخاندري، الرئيس السابق لأركان الجيش الإسباني، بعد مغادرته منصبه، بسلسلة تصريحات اعتبر فيها أن المغرب يشكل “التهديد المباشر للأمن القومي الإسباني”، متهماً الرباط بشن “حرب هجينة” ضد إسبانيا عبر ملفات الهجرة والمخدرات، ومشدداً في الوقت ذاته على ضرورة التعاون مع الجيران في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، مع التأكيد على ما وصفه بـ«الخطوط الحمراء» التي لا تقبل بها إسبانيا، وفي مقدمتها ملف سبتة ومليلية.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button