
(كش بريس/التحرير)ـ أفادت المنظمة المغربية لحقوق النساء في وضعيات إعاقة، في بيان لها، أنها تلقت نداءً عاجلاً من أسرة شابة تعيش إعاقة ذهنية بضواحي جماعة أغبالة بإقليم بني ملال، يفيد بتعرضها لاستغلال جنسي متكرر نتج عنه حمل حديث. وأكد البيان تضامن المنظمة غير المشروط مع الضحية وأسرتها، مبرزا أن هذا الفعل الإجرامي لا يمثل حالة معزولة، بل يندرج ضمن مسلسل مستمر من العنف الجنسي الموجّه ضد النساء والفتيات ذوات الإعاقة، وهو عنف يتغذى من هشاشة مضاعفة وإقصاء اجتماعي عميق.
وفي مقاربتها الحقوقية، شددت المنظمة على أن هذا الاعتداء يكشف مرة أخرى عن غياب منظومة حماية فعالة خاصة بهذه الفئة، وعن ثغرات مؤسساتية وتشريعية تجعل النساء والفتيات ذوات الإعاقة أكثر عرضة للاستغلال والانتهاكات نظراً لصعوبة التبليغ وضَعف آليات المواكبة. ودعت المنظمة وزارة التضامن والقطاعات الاجتماعية المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها في بناء إطار وطني شامل للحماية، يضمن سهولة التبليغ، وسرعة التكفل، والمتابعة القانونية والنفسية، مع توفير خدمات تراعي خصوصية الإعاقة وحساسيتها.
كما أعلنت المنظمة استعدادها لمواكبة الضحية وأسرتها قانونياً وحقوقياً ونفسياً، مؤكدة أن هذه الحالة تكشف وضعاً بنيوياً من العنف المسكوت عنه، والذي يطال مئات النساء والفتيات ذوات الإعاقة في المغرب دون أن يحظى بالقدر الكافي من الاهتمام الرسمي أو المجتمعي.
تُظهر هذه القضية تداخل ثلاثة مستويات من الهشاشة:
*الهشاشة الجسدية والمعرفية المرتبطة بالإعاقة الذهنية، مما يجعل الضحية أقل قدرة على الدفاع عن نفسها أو التبليغ.
*الهشاشة الجغرافية كون الحادثة وقعت في منطقة قروية نائية، حيث تتراجع الخدمات الاجتماعية والصحية وآليات الحماية.
*الهشاشة المؤسساتية الناتجة عن غياب سياسات عمومية فعالة لحماية النساء ذوات الإعاقة، وغياب بروتوكولات محدّدة للتكفل والتبليغ.
من منظور حقوق الإنسان، يشكل هذا الانتهاك إخلالاً بالتزامات المغرب الدولية، خاصة الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، التي تؤكد على الحماية من الاستغلال والعنف وسوء المعاملة، وتلزم الدول بإنشاء آليات فعالة للوقاية والتدخل.
كما يشير الحادث إلى ضرورة تطوير منظومة تشريعية تُجرّم بأشدّ الصيغ استغلال النساء ذوات الإعاقة، والعمل على إدماج مقاربة الإعاقة في السياسات الجنائية والاجتماعية، بما يضمن حقهن في الكرامة، والسلامة الجسدية، والعدالة، والحماية المتخصّصة.





