
أشبهُ بالمعجزة، أنْ يفوزَ المسلم الشاب زُهران ممداني، المعارض للإبادة في غزة، بترشيح الحزب الديمقراطي، لانتخابات عمدة نيويورك، المدينة ذات المليون يهودي، متقدّمًا على حاكم الولاية السابق أندريه كومو (67 عامًا) وآخرين، على إيقاعات متتالية وجريئة للصحوة الأميركية، واشتباكها المباشر مع النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة.
ممداني (34 عامًا) مهاجر مولود في “أوغندا” لأبوين هنديين، ويمثل التيار “الديمقراطي الاجتماعي” في حزبه. انحاز بشجاعة نادرة ضد المجازر الإسرائيلية في غزة، وتبنى قضية الفلسطيني محمود خليل أثناء حملته الانتخابية. تصدى لسلسلة هجمات دعائية، من “الإسلاموفوبيا”، وهذه فكرة صهيونية خالصة. وصفه الإعلام الصهيوني بـ”الجهادي الإسلامي”، وواجه خصومًا شرسين ومؤثرين سياسيًا وتمويليًا في أيّ سباق انتخابي، مثل، الرئيس السابق بيل كلينتون، والعمدة السابق مايكل بلومبيرغ، ولوبيات صهيونية نافذة من أصحاب المليارات، مثل الملياردير اليهودي بيل آكمان، ومُؤسس شركة “بالانتير” للتقنية أليكس كارب، وغيرهم.
الحملة ضد زُهران ممداني موجهة إلى مواقفه السياسية. “معاداة السامية” الوصمة الخبيثة التي انتهت صلاحيتها شعبيّاً في أميركا، على ما يبدو بحيث سحق كومو، ممثل إسرائيل في نيويورك.
زُهران ممداني ضد الدعم الأميركي غير المشروط لجرائم إسرائيل في غزة، ومؤيد لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، ومعارض للتمويل الخيري للمستوطنات، وفي الخلفية مخاوف أباطرة المال من برنامجه الانتخابي، الأكثر تركيزًا على تجميد ارتفاع الإيجارات في نيويورك، ومجانية النقل في الحافلات، إلى رفع الضريبة على الشرائح التي يزيد دخلها عن مليون دولار.
علامات الصحوة في الولايات المتحدة تتضح أكثر فأكثر منذ غزة، وحراك الجامعات، وشراسة إدارة جو بايدن ودونالد ترامب في قمع مناصرة غزة، ودعمهما المطلق لإسرائيل. نيويورك الملقّبة بـ”التفاحة الكبيرة” لم تكن لتسمح لمهاجر مسلم أنْ يقضم قطعةً منها، لولا انكشاف سطوة اللوبيات الصهيونية على الحياة الأميركية، منافسهُ كومو مناصر لنتنياهو، وعضو في لجان دعمٍ ضد مقاضاته على جرائم الحرب في المحكمة الجنائية الدولية، وصديق شخصي لكلينتون، وعليه فالحاكم السابق متهم بـ11 محاولة تحرش جنسي، دفعته للاستقالة من منصبه في 2021..!.
لنأمل، أنْ تصحو “نيويورك” في الانتخابات النهائية لمنصب عمدتها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وتضع “تفاحتها الكبيرة” على طاولة زُهران ممداني، المهاجر المسلم. ستكون بداية فقط.