‏آخر المستجداتبقية العالم

كتب د ادريس الفينة: قمة ألاسكا التاريخية.. في انتظار النتائج

في قاعدة «إلمندورف–ريتشاردسون» العسكرية في ألاسكا، اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة استمرت ست ساعات، نصفها في جلسات مغلقة، من دون الإعلان عن أي اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، رغم تبادل العبارات الإيجابية ومظاهر الود اللافتة. أمام خلفية كتب عليها «السعي إلى السلام» تبادل الرجلان إشادات متبادلة، إذ وصف ترامب المحادثات بأنها «مثمرة للغاية» وأكد إحراز «بعض التقدم» مع بقاء «عدد قليل جدًا من النقاط» العالقة، فيما تحدث بوتين عن «تفاهم» وأعرب عن أمله بأن يقود المسار نحو السلام، من دون أي إفصاح عن تفاصيل أو قبول بالرد على أسئلة الصحفيين.

اللقاء، اتسم بلهجة أكثر هدوءًا من الرئيس الأميركي، الذي أكد أن التوصل إلى اتفاق «يعتمد بالأساس على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي». وقد تجنبت الكلمات العلنية أي إشارة مباشرة إلى قمة ثلاثية محتملة أو إلى خطوط وقف إطلاق النار، بينما أظهر الطرفان انسجامًا بروتوكوليًا.

بالتوازي مع هذه الأجواء الدبلوماسية، كانت المعارك على الأرض في أوكرانيا مستمرة، حيث أعلنت كييف استعادة ست قرى كانت القوات الروسية قد سيطرت عليها في الأيام الأخيرة، في مؤشر على أن القتال ما زال محتدمًا رغم الحديث عن تقدم سياسي. المواقف المعلنة من الطرفين لم تتبدل: موسكو تشترط للاعتراف بالسلام سيطرتها على أربع مناطق أوكرانية جزئيًا (دونيتسك، لوغانسك، زابوريجيا، وخيرسون) إضافة إلى القرم، ووقف الإمدادات العسكرية الغربية، ورفض أي انضمام لأوكرانيا إلى الناتو؛ فيما تؤكد كييف أن هذه الشروط غير مقبولة وتطالب بوقف إطلاق نار غير مشروط وضمانات أمنية قوية.

القمة، برغم طابعها الرمزي القوي، لم تُنتج إطارًا تفاوضيًا واضحًا، ما يجعل نتائجها في هذه المرحلة أقرب إلى رسائل سياسية متبادلة وصورة إعلامية تعزز حضور بوتين الدولي وتُظهر ترامب في موقع الوسيط المنفتح، لكن من دون أن تغيّر في المعادلة الميدانية أو السياسية.

البيت الأبيض سيجري اتصالات مع قادة الناتو وزيلينسكي لإطلاعهم على مضمون المحادثات، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت ألاسكا ستشكل مدخلًا لقناة ثلاثية مباشرة، أو ستبقى مجرد اختبار لنوايا واشنطن وموسكو، بينما يظل ميزان القوى على الأرض هو المؤشر الحاسم لأي فرصة حقيقية لإنهاء الحرب

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button