
(كش بريس/التحرير)ـ أعادت أكثر من ثلاثين دولة إشعال الجدل داخل مفاوضات “كوب 30″، بعدما وجّهت رسالة مشتركة تعترض فيها على المسودة التمهيدية للاتفاق التي قدمتها البرازيل، معتبرة أن غياب أي إطار واضح للتخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري يجعل الوثيقة غير قابلة للدعم. جاء ذلك وفق ما أورده الوفد الكولومبي لوكالة فرانس برس، في وقت يتصاعد فيه الضغط على رئاسة المؤتمر لإدراج التزامات أكثر صراحة في مسار الانتقال الطاقي.
ويُنتظر أن يختتم مؤتمر المناخ أعماله مساء الجمعة، رغم الاضطراب الذي أحدثه الحريق الذي شبّ في أحد مرافق مركز المؤتمرات ببيليم، والذي أدى إلى تعليق جزء من أشغال يوم الخميس. وينعقد “كوب 30” منذ نحو أسبوع في المدينة الأمازونية، حيث يجد رئيس القمة، الدبلوماسي البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو، نفسه محاصراً بضغط تفاوضي مكثف من قرابة 200 دولة، مطالَبة جميعها بالتوصل إلى صياغة تحظى بإجماع — وهو شرط بنيوي يطبع آليات اتخاذ القرار داخل مؤتمرات الأطراف.
لكن المسودة الأخيرة التي اطّلعت عليها وكالة فرانس برس لم تتضمن أي إشارة إلى الوقود الأحفوري، رغم أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا كان قد عبّر ، في بادرة اعتُبرت حينها لافتة، عن دعمه لمسار التخلص التدريجي منه خلال افتتاح القمة.
وتؤكد الرسالة التي حصلت عليها الوكالة، والموقعة من دول أوروبية وأميركية لاتينية وآسيوية وأخرى من دول جزر المحيط الهادئ، أنه “لا يمكن دعم أي نتيجة لا تتضمن خارطة طريق تضمن انتقالاً عادلاً ومنظماً ومنصفاً بعيداً عن الوقود الأحفوري”. فرنسا وبلجيكا أعلنتا رسمياً أنهما ضمن الموقعين على الوثيقة.
وجاء في الرسالة أيضاً: “يجب التحلي بالصراحة: النص الحالي لا يلبي الحد الأدنى من الشروط المطلوبة لإنتاج نتيجة ذات مصداقية لمؤتمر الأطراف”. وهو تصريح يعكس حجم الفجوة بين الطموح المناخي — كما تراه هذه الدول — وبين الصيغة التي تطرحها الرئاسة البرازيلية.
وفي بيليم، عاد الزخم المطالب بإنهاء الاعتماد على النفط والفحم بقوة، بعدما خفت حضوره في جولات سابقة. غير أن طريق التوافق يبدو معقداً؛ فبحسب أحد المفاوضين، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، رفضت الصين والسعودية ونيجيريا وروسيا أي صيغة تتضمن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ما يضع هذا الملف مجدداً في قلب التوترات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية التي تهيمن على المفاوضات المناخية.





