‏آخر المستجداتالمجتمع

كونفدرالية صيادلة المغرب تتهم الوزارة بـ”سياسات الإقصاء”.. والنزول للشارع هو الرد

ـ الكونفدرالية تستنفر قواعدها: 9 شتنبر يوم الغضب الصيدلاني ـ

(كش بريس/ محمد شلوك) ـ شهدت الساحة المهنية للصيادلة بالمغرب جدلا متجددا عقب البيان الصادر عن كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، الذي جاء ردا على ما تداولته مصادر إعلامية بخصوص استقبال وزير الصحة لثلاثة مركزيات نقابية، في غياب تام للكونفدرالية التي تُعد من أبرز التمثيليات المهنية في القطاع. هذا الغياب، أو الإقصاء كما وصفته الكونفدرالية، لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل تحول إلى مؤشر على أزمة أعمق في مسار الحوار المؤسساتي بين وزارة الصحة والصيادلة.

أكدت الكونفدرالية أن الوزارة تعتمد منهجية غير منتجة في التعاطي مع مقترحات الصيادلة، حيث يتم تجاهل البدائل العملية التي قدمتها استنادا إلى مشاورات واسعة مع القاعدة المهنية. وأشارت إلى أن اللقاءات السابقة، ومنها اجتماع 30 يوليوز الماضي، انتهت إلى “مخرجات بقيت حبرا على ورق”، تماما كما حدث مع خرائط الطريق التي أعلنتها الوزارة ولم تلتزم بتنفيذها.
هذا الوضع، وفق البيان، يجعل من الاجتماعات الرسمية مجرد “لقاءات شكلية” تفتقد إلى أي أثر فعلي على السياسات الصحية، في وقت يشكل فيه قطاع الصيدلة ركيزة أساسية ضمن المنظومة الصحية الوطنية، ويضم أزيد من 14 ألف صيدلانية وصيدلاني.

توقفت الكونفدرالية أيضا عند البعد التمثيلي، حيث اعتبرت تغييبها عن الاجتماع مؤشرا على “تواطؤ مقلق يهدد التوازن المهني”، خاصة وأنها تُعد من أبرز الهيئات المهنية ذات الامتداد التنظيمي الواسع. كما انتقدت اعتماد المركزيات النقابية الثلاث “أسلوب السرية” في عقد الاجتماع دون إعلان مسبق، ما اعتبرته دليلا على “ضعف في الشفافية وضربا لمصداقية الإصلاح”.
هذا الموقف يفتح النقاش حول إشكالية التعدد النقابي في القطاع الصحي، وما إذا كان التنافس بين التمثيليات المهنية يتحول إلى عامل إضعاف للحوار الاجتماعي بدل أن يكون رافعة لتوحيد الصفوف.

من أبرز ما أثار البيان هو تساؤله المباشر عن مدى التزام وزير الصحة بالمقاربة التشاركية التي أعلن تبنيها في إطار البرنامج الحكومي. فبينما حضرت الكونفدرالية جميع الاجتماعات السابقة وأسهمت بمقترحات وُصفت بأنها تتسم بالحكامة والمسؤولية، وجدت نفسها هذه المرة خارج دائرة النقاش.
هذا التناقض يعيد طرح سؤال جوهري: هل تتحول “المقاربة التشاركية” إلى شعار سياسي أكثر منه ممارسة فعلية في صياغة سياسات الصحة؟

أمام هذه المستجدات، دعت الكونفدرالية جميع الصيادلة إلى المشاركة المكثفة في وقفة احتجاجية يوم 9 شتنبر أمام وزارة الصحة بالرباط، تحت شعار “وقفة الكرامة – مهنة موحدة ومدافعة عن استقرارها”. وتصف هذه المحطة بأنها لحظة حاسمة للتعبير عن رفض “سياسات الكواليس” التي تهدد مستقبل مهنة الصيدلة وتضعف ثقة الفاعلين في الحوار المؤسساتي.

ويبدو أن الأزمة الحالية بين وزارة الصحة وكونفدرالية الصيادلة تتجاوز مجرد خلاف حول لقاء مغلق، لتكشف عن فجوة متنامية في تدبير الحوار الاجتماعي داخل قطاع حساس. فإقصاء طرف يمثل شريحة واسعة من الصيادلة يضع الوزارة أمام انتقادات جدية بخصوص منهجية الإصلاح، خاصة في سياق وطني يتطلب تعزيز الثقة المؤسساتية.
على المستوى المهني، قد تشكل وقفة 9 شتنبر اختبارا لقدرة الكونفدرالية على تعبئة قواعدها وإعادة ترتيب المشهد التمثيلي للصيادلة. أما على المستوى السياسي، فإن استمرار مثل هذه الأزمات قد يضع الحكومة في مواجهة تساؤلات حول مدى انسجام خطابها الإصلاحي مع ممارساتها العملية.

🔹 في المحصلة، فإن بيان كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب لا يعبر فقط عن احتجاج ظرفي، بل يضع وزارة الصحة أمام امتحان مزدوج: امتحان المصداقية في الحوار، وامتحان الشفافية في الإصلاح.
ويبقى الرهان الأكبر: هل يتحول 9 شتنبر إلى مجرد وقفة رمزية، أم إلى منعطف حقيقي في علاقة الصيادلة بمؤسسة الوزارة؟

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button