
(كش بريس/الشارقة)ـ سجّل الفنان التشكيلي المغربي عبد القادر كمال حضورًا لافتًا ضمن فعاليات ملتقى الفنانين الذي احتضنته إمارة الفجيرة، من خلال مشاركته في ورش الرسم المباشر المنظمة بشاطئ المظلات، حيث عرض باقة من أعماله الفنية التي استقطبت اهتمام الزوار ونالت استحسان متتبعي الفن التشكيلي والنقاد على حد سواء.
وخلال هذه التظاهرة الفنية، قدّم عبد القادر كمال أعمالًا تنتمي إلى تجربته الحروفية التجريدية الخاصة، المعروفة بأسلوب “CALLIABSTRACTION”، حيث شكّل الحرف العربي محورًا بصريًا مركزيًا ينهل من عمق التراث ويعيد صياغته برؤية معاصرة، تمزج بين التجريد والبحث الجمالي في اللغة والهوية. وقد أثارت هذه الأعمال تفاعلًا ملحوظًا من طرف الجمهور، الذي انخرط في نقاشات وأسئلة حول دلالات الحرف العربي، وحدود التجريد، وعلاقة الفن بالذاكرة الثقافية.

وفي تصريح بالمناسبة، وصف الفنان المغربي مشاركته في ملتقى “شارع الفنانين” بأنها تجربة فنية وإنسانية غنية، أتاحت له الانفتاح على تجارب تشكيلية متنوعة، والتفاعل المباشر مع جمهور متعدد المشارب، إلى جانب تبادل الرؤى والخبرات مع فنانين قادمين من ثقافات وخلفيات فنية مختلفة، في أجواء يسودها الاحترام المتبادل والاحتفاء بالفعل الإبداعي.
وأكد عبد القادر كمال أن الملتقى شكّل فضاءً حيًا للتجريب والحوار، حيث لم تقتصر المشاركة على عرض الأعمال، بل امتدت إلى ورش فنية ولقاءات مفتوحة أسهمت في تعميق النقاش حول الممارسة التشكيلية المعاصرة، ودور الفن في بناء جسور التواصل بين الشعوب وتجاوز الحدود الجغرافية واللغوية.
واعتبر الفنان أن هذه المشاركة تمثل محطة مضيئة في مساره الإبداعي، لما حملته من شحنة إلهامية وتجديد في الرؤية، مجددًا إيمانه بأن الفن لغة كونية قادرة على خلق التقارب الإنساني وتعزيز قيم التفاهم المشترك.

وعلى صعيد مشاريعه المقبلة، أوضح عبد القادر كمال أنه يواصل اشتغاله البحثي حول الطاقة البصرية والجمالية للحرف العربي، من خلال تجارب أكثر جرأة على مستوى التكوين واللون والفضاء، كما يعمل على تطوير مشروع فني جديد يستلهم العلاقة بين الذاكرة والراهن، إلى جانب التحضير لمعارض فردية ومشاركات دولية مستقبلية، والاستمرار في تنظيم ورش ولقاءات فنية تروم نقل المعرفة وتعزيز التبادل الثقافي والفني.



