‏آخر المستجداتالمجتمع

اللقاء الوطني الرابع حول فلسطين يؤكد على حضور القضية في الوجدان المغربي

الرباط/ كتب إدريس عدار : أكد اللقاء الوطني الرابع حول القضية الفلسطينية على مشروعية المقاومة وحضور القضية الفسلطينية في الوجدان المغربي إلى درجة اعتبارها قضية وطنية، والتأم اللقاء يوم السبت بنادي المحامين بالرباط، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وبدعوة من المنسق العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، وبمشاركة علي بوطوالة، أمين عام لحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي، ومحمد لومة، باحث في تاريخ الحركة الوطنية وجيش التحرير، وعمر الزيدي، رئيس جمعية عمل المواطنة والأيكولوجيا، وهشام الشرقاوي، منسق إقليمي للشبكة الأفريقية من أجل العدالة الجنائية الدولية، وعبد الحفيظ أولعلو، نائب لرئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. وحاول المشاركون تقديم رؤية مختلفة حول مستجدات القضية الفلسطينية، والبحث عن مقاربات وحلول متجددة، وفي هذا السياق، تحدث إدريس هاني، بصفته منسقا عاما للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، في كلمة افتتاحية عن أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمغاربة، وأشار إلى العمق التاريخي والاجتماعي والسياسي، وكونها أصبحت جزء من المكون الاجتماعي المغربي. وتطرق المتحدث إلى المحطّات والعينات، التي تؤرخ لهذه العلاقة ما قبل الانتداب البريطاني، والتي تعود إلى قرون خلت، حيث تناول أمثلة من الرحلات وتبادل الإجازات بين العلماء المغاربة والمقدسيين، وأورد تفاصيل كثيرة موثقة وذات طابع علمي، ليخلص إلى أنّ شرعية الكفاح الفلسطيني تتجاوز أي مصدر من مصادر الشرعية، لا التاريخية، ولا الدينية، ولا السياسية والتعاقدية، فكل هذه مجرد مسند للشرعية وليس منبعها، فمنبعها هو النقيض نفسه، أي الاحتلال، فكلما وجد الاحتلال وجبت المقاومة. وأوضح أنّ شرعية الكفاح الفلسطيني شرعية ذاتية، والذاتي لا يُعلل. واعتبر فلسطين مظلومة وهي ليست في نظره إلاّ كذلك مظلومة، ولا يتصوره غير كذلك حتى في صقع الخيال والإمكان، حيث قال: ” اليوم نتدارس مستجدات القضية الفلسطينية، ونحن ندرك أنّنا شريحة ضمن مجتمع بكامله يحتفظ لهذه القضية بوفاء خاصّ، إنّها قضية عادلة، لشعب مظلوم، مظلوم وكفى، حتى أنّنا لا نتصوره في الخيال ولا في صقع الإمكان إلاّ مظلومة”. واعتبر هاني أنّ القول بأنّنا غير معنيين بهذه القضية وليست من أولوياتنا، بأنّ هذا يؤدي إلى انهيار هيكل القيم والمبادئ التي يقوم عليها السلم العالمي معللا ذلك بالعهد الدولي نفسه للحقوق المدنية والسياسية الذي يجعل قضية تقرير المصير بفقراتها الموضحة، قضية تخصّ كل أعضاء الأمم المتحدة. واعتبر بأنّ القضية الفلسطينية هي من سنخ القضية الوطنية. واعتبر التضامن مع الأسرى الفلسطينيين قضية ملحة، لا سيما وهي العنوان الأبرز للكفاح الفلسطيني اليوم. وتطرق محمد لومة، الباحث في الحركة الوطنية وجيش التحرير، وأحد الفدائيين السابقين الذين عملوا في معسكرات الجبهة الشعبية، إلى أولى الانتصارات الديبلوماسية التي حققتها منظمة فتح، حيث تحدث عن الخطة التي تناولها الشهيد أبو إياد، والتي بمقتضاها تحققت رغبة الفلسطينيين بأن ينتزعوا اعترافا في إحدى القمم العربية، بأن تكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وعرّج لومة على قضية رفيقه مجهول المصير حسب تصريح لجنة الإنصاف والمصالحة، والمسمى السافيني، والذي شكل في نظر لومة ما انتهى إلى نوع من الخصومة بين أبي إياد والفقيه البصري، هذا بينما يعتبر لومة خطة صلاح خلف، مؤشر على أنه رجل دولة بامتياز. وقدم علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي ممثلا للجبهة العربية التّقدّمية، مقاربة متكاملة، بسط فيها السياق الجيوسياسي الدولي والإقليمي، والذي شكل عاملا ضاغطا للدخول في خيارات سياسية خاطئة ومنزلق التطبيع الذي يشكّل خطرا على المنطقة، وسيؤدي إلى مزيد من المشاكل بما فيها تهديد الدول العربية. وعالج بوطوالة الأسباب الحقيقية التي نتجت عنها سائر التخوفات، كما اعتبر أن لا مخرج سوى جعل القضية الفلسطينية في مركز الصراع واستعادة مفهوم النهضة العربية. وتعرض بوطوالة لقضية الأسرى الفلسطينيين، وعن جملة التدابير التي تم تناولها في ملتقيات عديدة حول الأسرى، لتحريك ملف الأسير الفلسطيني. إلى ذلك دعا عمر الزايدي، المناضل اليساري والباحث في القضية الفلسطينية والإيكولوجيا، إلى ضرورة البحث عن آليات جديدة لتطوير العمل الفلسطيني، مستعرضا مراحل التحول في القضية الفلسطينية ابتداء من أيلول الأسود ومرورا باحتلال لبنان ووصولا إلى أوسلو. وأوضح بأنّ ما نعيشه اليوم ليس جديدا، بل هو مخرجات أوسلو نفسها، وبأنّ المنطقة ستتعرض لموجات تطبيع جديدة. وهو يؤكد بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تترك الشرق الأوسط، موضّحا بأنّ هناك إعادة تموضع كما حصل في سوريا التي تتعرض لعدوان إسرائيلي، كما اعتبر خروجها من أفغانستان حدث باتفاق مع طالبان لإعادة انتعاش داعش مجددا في المنطقة. وأشار الزايدي إلى تناقضات السياسات العربية ودورها أيضا في التأثير السلبي على الوضع الفلسطيني، مشيرا إلى خطورة التطبيع لا سيما التطبيع الاجتماعي. وتطرق الزايدي إلى أنّ لبنان في هذا السياق على حافة الانهيار، معتمدا على إحدى المقاربات التي تتحدث عن المراحل الخمس للانهيار، ومنها انهيار المالية وفقد المواطنين للثقة في البنوك، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي والسياسي. أما عبد الحفيظ أولعلو، نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، فشدد على مركزية القضية الفلسطينية، وبأنّ هذه المركزية لا زالت قائمة، بمعنى أنّ أي أزمة تقع في غزة أو القدس تؤثر على العالم، فنجد احتجاجات حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، كما نجد لها صدى حتى داخل الكونغرس الأمريكي، وهو ما يؤكد على أهمية القضية ومركزيتها. وتناول بدوره قضية الأسرى، والمستوطنات، كما ثمن كل فعل تضامني مع القضية الفلسطينية. وأكد على عدد من الإنجازات، ومنها أنّ في إحدى الملتقيات الدولية حين كان النقاش حول فلسطين يؤكد على كونها قضية لاجئين فحسب، كان حزب التقدم والاشتراكية من بين من صوتوا أنها قضية تحرر وطني. واعتبر أنّ القضية المذكورة وجب مقاربتها في سياق جيوستراتيجي كقضية تحرر وطني. وأكد هشام الشرقاوي على عدد من النقاط القانونية المهملة من قبل المشتغلين على القضية الفلسطينية، لاسيما في محكمة لاهاي، وعدم تفعيل بعض البنود التي لا زالت غير مفعلة، في سبيل تجريم الاحتلال، ومنها السور العازل. وأوضح أنّ الغرب يدعم الاحتلال، لكن المجتمع المدني الغربي مناهض للاحتلال، والدليل على ذلك، أنّ المسؤولين في الكيان المحتل يضربون ألف حساب لزيارة الدول الأوربية، نظرا لوجود مذكرات اعتقال. وأشار إلى خطورة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصبحت المنطقة الأكثر أمنا لتنقل المسؤولين في الكيان المحتل، نظرا لغياب تفعيل قوانين التجريم تلك. واقترح على التجمع العالمي والجبهة التقدمية وكل العاملين في مجال القضية الفلسطينية أن يلتفتوا إلى تلك التفاصيل التي تطرقت إليها ورقته بشكل تفصيلي. وبالجملة اتفق المتدخلون على صعوبة الأوضاع التي تمر منها القضية الفلسطينية، واتفقوا أيضا على ضرورة تطوير آليات التضامن مع القضية الفلسطينية، مؤكدين على مركزيتها ومشروعية الكفاح والمقاومة الفلسطينية، ومخاطر سياسة التطبيع، حيث اعتبروها على الرغم من خطورتها ليس لها أفق، كما اتفقوا على أنّ القضية الفلسطينية كما كانت حاضرة في الوجدان المغربي ستظل كذلك، وهي ترقى إلى مرتبة القضية الوطنية.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button