(كش بريس/خاص) ـ عبرت جمعية اساتذة واستاذات اللغة الأمازيغية بإقليم شيشاوة، عن تنديدها الشديد بما وصفته ب”التضييق الممنهج الذي يمارسه الآباء و أولياء الأمور بالتواطؤ مع الإدارة التربوية على أستاذة اللغة الأمازيغية”.
وحملت الجمعية، في بيان توصلنا بنسخة منه، مسؤولية ما وقع وسيقع للأستاذة هند أبياض للإدارة التربوية، مستنكرة للمضايقات والتصرفات اللامهنية واللاتربوية التي تستهدف أساتذة اللغة الامازيغية من طرف بعض مدراء المؤسسات التعليمية والتي نعتبرها شططا في استعمال السلطة وانتهاكا خطيرا للحقوق المهنية للأساتذة.
وأوضحت الجمعية، أنه “بعد الإقرار الملكي التاريخي برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مؤدى عنها وترسيم الأمازيغية في دستور 2011 لغة رسمية للدولة و اعتماد القانون الإطار 17/51 الذي نص على إلزامية تدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة المغربية، وكذا القانون التنظيمي 16/26 لتفعيل مراحل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكذلك المذكرة الأخيرة 23/033 في شأن تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي”.
وأفاد المصدر نفسه، أن الجمعية “تتابع وبقلق شديد ما يعرفه ملف تدريس اللغة الأمازيغية من تراجعات خطيرة وعراقيل صارت سمة ملازمة لتدريس هذه اللغة، ما نتج عنه فرملة حقيقية لهذا الورش الملكي السامي في عدد من الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية لوزارة التعليم. المديرية الإقليمية لشيشاوة لم تكن أحسن حالا عن باقي المديريات الإقليمية حينما يتعلق الأمر بالتضييق على أساتذة اللغة الأمازيغية من طرف بعض المحسوبين على الإدارة التربوية”، وأكدت على أنها رصدت “منذ بداية السنة الدراسية الحالية ما تتعرض له أستاذة اللغة الأمازيغية هند (أبياض بالمدرسة الجماعاتية سيدي المختار من تضييق على مهمتها في تدريس اللغة الامازيغية ومجابهتها بنوع من العنصرية من قبل مديرة المدرسة الجماعتية سيد المختار، التي صرحت منذ بداية السنة الدراسية قائلة: “ما عندي ما ندير باللغة الأمازيغية “.
وأضافت أنه “من تجليات هذا التضييق أيضا منع التلاميذ والتلميذات من حضور مادة اللغة الأمازيغية، والأدهى من ذلك تحريض و تجييش أباء وأمهات وأولياء التلاميذ ضد أستاذة اللغة الأمازيغية، هذا التحريض المباشر أدى إلى تعرض الأساتذة لشتى أنواع العنف الرمزي و المادي من قبل بعض أمهات التلاميذ اللواتي يرفضن تدريس هذه المادة لأبنائهن منذ البداية، وآخر هذه التهديدات الخميس 28 مارس 2024 حيث تلفظت إحدى الأمهات بألفاظ دنيئة وغير أخلاقية في حق الأستاذة و وصفها بأنها “أستاذة” ما “مربياش”، أما الأمهات الأخريات فقد هددن الأستاذة بالاعتداء عليها أمام منزلها عاجلا أم أجلا ، وهذا كله كان أمام مرأى ومسمع السيدة المديرة وبعض الأساتذة، وسبق وأن تلقت الأستاذة تهديدات بالضرب و العنف أمام المدرسة وعبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك من حسابات وهمية ومزيفة الشيء الذي أثر نفسيا على الأستاذة وجعلها تحس بفقدان الإحساس بالأمان داخل و خارج المدرسة”.
وفي السياق، قالت الجمعية في بيانها، “إن تكرار هذه السلوكات والتهديدات الخطيرة من قبل أولياء الأمور ومباركتها من قبل الإدارة التربوية يضرب بعرض الحائط المذكرة الوزارية 116/17 بتاريخ 7 نونبر 2017 التي تؤكد على أن الاعتداء على نساء ورجال التعليم والمس بكرامتهم فعل مرفوض رفضا قطعيا يمس المؤسسة التعليمية ككل، بل
المنظومة التربوية برمتها. ولهذا يجب على الإدارة التربوية كما جاء في المذكرة “توفير الحماية اللازمة لموظفيها من التهديدات والتهجمات والإهانات و التشنيع والسباب”.
وأعلنت جمعية أساتذة وأستاذات اللغة الأمازيغية بإقليم شيشاوة، اعتبارا لكل المعطيات الواردة، “خوض كافة الأشكال النضالية للدفاع عن مطالبنا العادلة ومكتسبات تخصص اللغة الأمازيغية”. معتزمين ” الدفاع عن مطالبنا بمختلف الطرق القانونية و الحقوقية”.
كما عبرت جمعية أساتذة و أستاذات اللغة الأمازيغية بإقليم شيشاوة عن تضامنها اللامشروط مع الأستاذة هند أبياض وكل أساتذة اللغة الامازيغية، وعن انخراطها ودعمها لكل نضالات أساتذة اللغة الأمازيغية للدفاع عن حقوقهم المهنية والتربوية، و بما فيها سلكهم المسطرة القضائية.
ودعت الجمعية، المنظمات والهيئات وفعاليات الحركة الأمازيغية ومختلف المهتمين من هيئات نقابية وجمعوية وحقوقية وسياسية للنضال والتصدي لكل التراجعات الخطيرة التي تستهدف تدريس اللغة الأمازيغية وتفعيل طابعها الرسمي.