‏آخر المستجداتالمجتمع‏المرأة وحقوق الانسان

أستاذة ب”فيكتور هوكو الفرنسية بمراكش” تعنف تلميذة والإدارة تتغافل

(كش بريس/خاص) ـ طفت على سطح مشكلات مؤسسات التعليم التابعة للبعثات الفرنسية في المغرب، قضية جديدة بمراكش، تتعلق بمعاناة تلميذة (تحمل الجنسية المزدوجة المغربية والفرنسية)، تدرس في الصف السادس باكالوريا بمؤسسة فيكتور هوكو الفرنسية، جراء سوء التعامل والتعنيف الممارس عليها من قبل أستاذتين بالمؤسسة المذكورة، بالإضافة إلى الإدارة التربوية.

وحسب تصريح خصت به “كش بريس”، حكت والدة التلميذة المعنية، السيدة العمري سومية، “أن تفاصيل هذه المعاناة، بدأت منذ شهر يناير للعام الجاري”، حيث قررت فلذة كبدها ارتداء الحجاب، في بادرة شخصية وبإرادة مفتوحة. هذه الخطوة، تضيف العمري، “التي لم تعجب المؤسسة التي تدرس فيها ابنتها، حيث إنه مباشرة بعد ذلك، تغيرت معاملة أستاذة الاجتماعيات، في أول الأمر”، والتي أكدت للتلميذة (القاصر) “أنها تخاف منها، وأن لباسها يحيل إلى الإرهاب”، متسائلة “هل ستذهبين لسوريا؟”.

وعلى خلاف باقي التلاميذ ، أضحت أستاذة التاريخ والجغرافيا، تمارس على التلميذة المعنية كل أساليب الترهيب والتهديد، داعية إياها إلى إعادة النظر في علاقتها باللباس.

وتضيف العمري، إن “ابنتها لم تكن لتقبل مثل هذه الاتهامات العشوائية والخارجة عن الآداب والقانون”، فهي “ملتزمة بكل المساطر المتبعة داخل المؤسسة الفرنسية، ولا يصدر عنها أي شيء يثير الشك في أخلاقها أو سلوكياتها”.

وتابعت والدة التلميذة، أن حوارا تم فرضه بشكل تعسفي على ابنتي، من قبل الأستاذة المذكورة ، والذي كانت مدته ساعة كاملة، أكد على انتقال قضية الحجاب والسروال المهلهل الطويل إلى بؤرة تخوين وترهيب يومي يمارس على طفلة قاصر ، دون حد أدنى من الاعتبار الأخلاقي والإداري التربوي والتعليمي التعلمي.

ووفق هذه الوضعية الجديدة التي أصبحت كابوسا يؤرق نفسية التلميذة ويثير فيها الرعب المقرون بالعدمية والاكتئاب والانهيار المشوب بالقلق والتوجس من كل شيء، اضطررت ـ تقول العمري ـ أنا وزوجي اللجوء لإدارة المؤسسة التعليمية فيكتور هيكو للوقوف على ما يصدر عن المدرسة المعنية، غير أن “الإدارة التي يمثلها السيد الحارس العام، لم تكن مستعدة للتفاعل مع الموضوع، ومناقشته من كل الزوايا”، حيث إنه “عمد إلى الدفاع عن الأستاذة، في مواجهة والديها”، مؤكدا على منع الحجاب والألبسة الطويلة المحتشمة.

ويزداد الأمر سوءا، عندما تصبح الإدارة أيضا مرابطة عند بوابة المؤسسة، آمرة التلميذة نفسها بإزالة الحجاب قبل أي خطوة تخطوها، مشددة على دعم سلوك أستاذة التاريخ، بما يناسب رد الفعل الممنهج، وإمعانا في تحقيق السلطة الرمزية للنظام الفرنسي، الذي غالى بشكل فظيع في استعداء كل ما هو مغربي وتشويه كل ما يرتبط بثقافته وتراثه ودينه.

وفي إصرار على عدالة قضية ابنتها، وما تتعرض له من إهانات يومية وحط من كرامتها وعفتها أمام زملائها، راسلت الأم المدير العام لمصالح البعثة الفرنسية بمراكش، مطالبة بتحديد لقاء من أجل تبليغه الشكاية واتخاذ ما يتعين فعله. وبعد تماطل وأخذ ورد ، وعلى ضوء إشاراتها باللجوء للقضاء والإعلام، اضطر المدير العام، إلى استقبالها، حيث أكد على قانونية المنع إياه، منتقدا السلوكيات التي قامت بها الأستاذة والإدارة التربوية، واعدا بحل المشكل وإنهائه في أقرب وقت ممكن.

لم ينته الأمر عند هذا الحد ، تقول العمري، بل تطور إلى الأسوأ ، مع طرف ثالث آخر ، وهو أستاذة مادة الرياضيات، التي لجأت إلى تعنيف التلميذة لفظيا وجسديا. بل إن السيدة الفرنسية التي لم يتبق لتقاعدها من العمل التربوي سوى أشهر قليلة، أضمرت لتلميذتها السوء في كل عملية تعلمية بما فيها الاختبارات. فكانت بذلك، تترجم موقف كل المؤسسة أساتذة وإدارة تربوية، واصطفافهم معا ضد تلميذة قاصر تمارس حريتها الدينية في جانب يخص اللباس، وليس شيئا آخر. وما أكد هذا التوجه، هو إقدام أستاذة الرياضيات على خصم 3 ثلاثة نقط من أحد الفروض دون وجه حق، و”عندما توجهت التلميذة للأستاذة، لمعرفة سبب ذلك، نهرتها ووبختها وقامت بتعنيفها دفعا وطردا من قاعة الدراسة”، توضح الوالدة المتحدثة.

ولكل ما ذكر ، طالبت والدة التلميذة الضحية الإدارة العام للبعثة بفتح تحقيق في القضية، والكشف عن أسباب الإهانات المتتالية التي مورست على التلميذة، داعية في الوقت نفسه، إلى إحاطة الرأي العام الوطني بكل تفاصيل النازلة، مع حق اللجوء إلى القضاء من أجل الإنصاف والعدالة.

وخلصت المتحدثة، إلى أن ابنتها تعاني جراء هذه الحادثة، عللا نفسية وجسدية مثبتة بالحجة والبرهان، حيث سيتم الإعلان عنها في حينها، وتقديمها وفقا للظروف المأمولة، مراهنة على مناصرة قضية ابنتها، التي هي جزء من هوية الوطن وثقافته ودينه.

وناشدت العمري ذوي الضمائر الحية وحماة القانون والعدالة والحقوق الطبيعية للإنسان، النظر بعين الحياد والمنطق والعقل السليم، لافتة الانتباه إلى أنها تجسد جزءا دقيقا مما تخفيه غابة مثل هذه البعثات، التي تمارس على أبناء المغاربة كل أشكال الترهيب والتعنيف النفسي، غير عابئة بمقومات حضارتنا وتراثنا وثقافتنا.

‏مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم آلمني ما قرأت كثيرا كيف يمنع الحجاب في بلد مسلم و بأي حق ينزع عند باب مؤسسة ما و نحن في بلد يعتز بدينه . علينا نصرة هذه الفتاة و أمها و دعمهما بكل ما نستطيع حتى ينتصر الحق و العدل.

Back to top button