‏آخر المستجداتلحظة تفكير

ذ عبد الله العلوي*: إن كان له ولد

في سنة 1959 أصدر شيخ الأزهر محمود شلتوت فتوى باعتبار المذهب الجعفري المذهب الخامس في الإسلام مع المذاهب السنية، الحنفي، والحنبلي، والشافعي والمالكي.

والمذهب الجعفري وضعه الإمام جعفر الصادق المتوفي عام 148 هجرية، وكان سادس الأئمة الإثني عشرية، وقد استمرت إمامته لمدة 35 عاما من 113 هـ إلى غاية وفاته، وهي المدة الزمنية الأطول للائمة الشيعة. والإمام جعفر الصادق كان يُدَرس في المدينة المنورة ومن تلاميذه الإمام مالك بن أنس، وأبي حنيفة النعمان، وسمي الصادق لأنه لم يكذب قط في حياته. وكان والده محمد الباقر الذي وضع مذهب التقية أي عدم إظهار المذهب الذي يدين به المتشيع حرصا على عدم الضرر به وكلاهما. كانا من أهم العلماء في التاريخ الشيعي الإثني عشري، لذلك كانت فتوى من شيخ الأزهر إقرارا بأهمية المذهب الجعفري.

ويعتبر المذهب الجعفري المذهب الرسمي والجماهيري في إيران أيضا بالنسبة للطوائف الشيعية في لبنان والبحرين والهند وباكستان، أما في اليمن فإن الشيعة يَتبِعون المذهب الزيدي الذي وضعه الإمام زيد بن علي زين العابدين المتوفي في 750 هــ، بينما يتبع أهل عمان المذهب الأباضي في أغلبهم، وهو مذهب مقتبس من عقيدة الخوارج الذين عارضو الإمام علي بن أبي طالب –ض– بعد قبوله التحكيم، ومن أهم الخلافات بين المذهب الجعفري والمذهب السني الإفطار في رمضان، إذ يؤكد جعفر الصادر على الإفطار بعد حلول الليل وليس الغروب.

أما الخلاف الأهم هو في الإرث: إذ لا عصبة على المرأة في المذهب الجعفري، فلو توفي الأب وترك بنت أو بنات فقط فيرثن التركة كلها مع أمهم إذا وجدت، وإذا كان هناك ذكور مع البنات تُقَسم التركة كما هي في القرآن الكريم: “للذكر مثل حظ الأنثيين” إما إذا كانت البنت وحدها أو مع بنات أخريات فثرت أو يرثن التركة كلها.

ويرى الإمام جعفر الصادق ، أن الآية: “إن كان له ولد” الآية 11 سورة النساء، يقصد بها الأنثى والذكر، فالولد هنا لا يعني الذكر فقط، بل المقصود الأنثى والذكر، وكما جاء في القرآن الكريم : “أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم” الآية 28 سورة التغابن، فالمقصود الإناث والذكور. وبالتالي فالعصبة على البنات لا أساس لها في المذهب الجعفري، وتفسير أن الولد يقصد به الذكر ناتج عن الخلاف الذي نشب في سقيفة بني ساعدة في 632 م بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، والخلاف حول تركته هل ترثها بناته، فقال الخليفة أبي بكر الصديق: “الأنبياء لا يورثون” وأتبع السلف الصالح نظرية العصبة، في حين أن الآية تتحدث عن الولد بمعنى الأنثى والذكر.      

*بــاحــث

‏مقالات ذات صلة

Back to top button