المجتمع

صحافة تحرق وريقها بنار تشعلها

ذ. م عبد الواحد الطالبي

استنفر صحافيون جزائريون أقلامهم لتجييش الشعب الجزائري الشقيق ضد المغرب وشعبه، ببث العداوة وتوريث الأحقاد بين جارين حكمت عليهم الجغرافيا والتاريخ والمصير المشتركين بما لا تستطيع السياسة نقض حكمه أو استئناف قضائه.

وفيما يفترض الشعبان الأخوان ولاسيما جمهورهما الرياضي أن تبث الروح الرياضية التي سادت في مقابلة المغرب والجزائر السبت الماضي من أنفاسها في حكام البلدين الجارين وساستهما للعبور إلى مرحلة نهائي الخلاف وطي أدوار الصراع التمهيدي لحرب طاحنة، انتبدت الجرائد ركن الخلاف واقتعدت على الجمر تطلق شرارات الحرائق التي تأتي على الأخضر واليابس لا تبقي ولا تذر.

في المنطقة المغاربية ما أحوج الشعوب لدفء المدرجات الرياضية في ملاعب الكرة التي توقد نار الحماس اللاهبة بأنوار الفرح وليس الحارقة بمشاعل المدافع والبنادق.

نحن محتاجون إلى نار لا تحرقنا ولكن تدثرنا بمثل ذلك التنافس الشرس على أرضية الملعب تتجاذبه ألوان الأوطان وتلفه الأدرع تسحبه نحو الأحضان…وليت سياسيينا تعلموا من لاعبينا كيف يقاتلون على تنمية بلداننا يصيبون الأهداف يدافعون ويهجمون ولكنهم يتعانقون ويتسالمون وفي صراعهم وقتالهم يسعدون شعوبهم كما يسعد اللاعبون جماهيرهم.

انتهت مباراة المغرب والجزائر بالفرجة وليس بالنتيجة.، وانتهت بالتنافس وليس بالموت، وانتهت بكل ما آلت إليه فرحا سيتجدد مادام الكرة مستديرة ملء جلدها هواء تتدحرج، فلماذا تفسد الصحافة هذا الفرح وتكفنه بورق دنس وتقبره في رقعة ضيقة من ميدان لعب كبير لا تتوقف فيه الكرة عن الدحرجة.

السياسة مثل الكرة فلك يدور ولا أخوف سوى على صحافة تصاب بالدوار وشدة الغثيان ولا تلوي على شيء من نار تشعلها ثم تأكل الحروف والوريق وتحرق الأقلام وأصحابها.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button