فنون وثقافة

مارسيل خليفة: لم أكتب بعد الموسيقى التي أحلم بكتابتها ..

في أول خروج للمعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة، أطل الفنان العربي الكبير الأستاذ مارسيل خليفة، على رواد الثقافة والفنون يوم الجمعة 13 ماي 2022، بمحاضرة حملت عنوان “مازال بمقدورنا الحلم بالموسيقى”.

هذا واختار مارسيل الحديث عن مساره الفني وعلاقته بالموسيقى، مستذكرا عوالم عشقياته الموسيقية وارتباطه بالشعر الثوري. وأجاد الفنان مارسيل إعادة تصفيف آثار رحلته التي هسمت بفرادة وقوة، محدثة قطائع في المنظور الموسيقي، وحمولته الرسالية التي صدحت بها ملايين المستقبلين.

وتفاعل المحاضر خلال هذا اللقاء مع عشاق الفن الموسيقي الملتزم، بما فيهم طلبة المعاهد وفنانون من الرعيل الأول والثاني، حيث تجاوب مع أفكار ورؤى، فاتحا أدرع النقاش لمستوى ثقافي ملئ بالوشائج والالتقائية.

وفي صلب هذا الزخم المتواتر، كتب مارسيل خليفة، “… أبحث عن موطىء قدم في زِحَام العالم والتاريخ والتحولاّت العاصفة . أصعب شيء ، هو كيف تحقّق نفسك على نحو خاص وسط هذا الزِّحام .عندما كنت صغيراً ، كنت أجرؤُ على أن أكتب ولم يكن عندي معرفة بكل ما أقوله بالصوت والايقاع . طفولتي الموسيقيّة لم يكن لها قصديّة معرفيّة تسبقها .

كنت أحب الموسيقى ، وكان جدّي يحبّ الموسيقى . كنت استمع إليه وأحلم بأن أشاركه يوماً . ثمّ بدأت أقلّد ما أسمعه وأكتب على منواله . شجعتني أمي ، بدورها ، على ذلك . ولم أكن أعرف بعد أنني سأصل إلى حد امتهان الموسيقى حرفة لي وصَنعَة . كنت أعتقد أن الموسيقى ستبقى هواية .

لا يمكن لاحد أن يقرّر بأن يكون موسيقيّاً . وحتى الآن ، ورغم هذه الطريق الطويلة ، ما زلت أنوس بين الهواية والحرفة ، فبقيت هاوياً ومحترفاً في آن معاً .أنتبه اليوم إلى الوقت أكثر من أيّ زمن مضى ، كل يوم يمرّ من غير أن أعمل فيه ، يُشعرني بإحباط شديد . علّمني العمر أن أحسب الوقت بدقّة بحثاً عن الموسيقى الصّافية ، الموسيقى المتحررّة من عبء تاريخها ، من عبء الواقع . هكذا بتّ أسعى إلى البحث عن الجوهر والعميق في الأشياء وفي التعبير . علينا أن نحاول التصديق بأنهما موجودان : بحثاً عن الموسيقى المستحيلة .

لم أكتب بعد الموسيقى التي أحلم بكتابتها ، أسمعها في الحلم ، وعندما أصحو تَفِرُّ منّي ، وتضجّ أذني بصمت صارخ إلى ما لا نهاية . أليس في الموسيقى عبث لا ينتهي ؟! فهل أصدّق نغمي المصنوع من ريشة العود ؟ أعود إلى رندحات جدّي الذي علمني ركوب البحر في عزّ الشتاء ، وأكتب…”

‏مقالات ذات صلة

Back to top button