فنون وثقافة

أذة/ فريدة بوفتاس: ريان يجمع كل الأفئدة

ريان ، ما بك يا طفلي الصغير قد أخطات طريقك الى بيتك ؟ووثقت

في ألارض التي تمشي عليها، فزلت قدمك ، وكانت خطوتك قدرك

اللعين ، إلى أعماق غائرة .

وأنت تهوي طفلي الجميل ، شعرت بأنك مشدود إلى أسفل ، كانت

بئرا لم يتمنع عن اجتدابك إلى هاوية لم تكن ترغب فيها .. بئر

ماكان لمن فكر في حفرها ، أن يغيب عن ذهنه أن ثمة براءة تسري

على الارض ، وهي لا تملك ناصية معرفة ، بأن الشر يحدق بها ،

من كل صوب ، هي التي ترى بعين اللاهي ، المتلذذ بلحظة الجري

والقفز على أرض مسطحة ، معشوشبة ، تبادلها اللذة والفرح .

وأنت تهوي ، وضعت يدك على قلبك الصغير ، لتغوص في المجهول،

فرائصك ارتعدت ، جف حلقك من شدة رعبك ومن عدم استيعابك

لما يحدث لك ساعتها ، كنت تلهو قرب أبيك ، لتجد نفسك تبحث عنه ،

وأنت تمد يدك في الظلام ، تحاول أن تجعله يمسك بيدك حتى

لا تقع ، لكنك وقعت ، وأنت في لجة غموض وحيرة ، تساءلت

بخصوص الظلام ، وكمه الجاثم هناك حيث أنت ، ورجوت أن تكون

بين ذراعي أمك ، أو أبيك وإخوتك .

الظلام لم يكن رفيقا بك ، أذكى ذاكرتك ، جعل حكايات الجدة تصحو

ومعها كل الاشباح والعفاريت ، والجن .. ،ذاكرتك لم تخنك كما

خطوك ، وكان عليهما أن لا يفعلا.

خفت أكثر فأكثر ، لكنك استطعت أن تجد ملاذك في وجه أمك

ذات الملامح الجبلية الجميلة ، فاستكنت ، وتذكرت شجرة التين

التي كلما صعدت إليها ، اطعمتك بسخاء ، اشتهيت ثمارها الحلوة ،

وفي حلقك مرارة الخوف والجو ع واللايقين ، بأنك قد لا ترى

أحبتك بعد اليوم ، غشيك الجزع فغفوت، كأنك تهرب من أجوبة

تحرمك من الركون إلى الأمل . أخدتك سنة وأنت تمني نفسك

بفراشك الدافئ ، وبحضن رحيم .

هاهي جلجلة بالخارج جعلتك تفيق من غفوة لم يقدر لها ان تهدئ

من روعك ، هي جرافات ، طفلي الصغير ، البريئ، قدمت ، عملت طيلة

أيام بدون توقف ،كي تخرجك الى النور ، و تمسح عنك آلاما لا

تقوى على حملها الجبال ، لكنك قاومتها أنت البطل ، وأنت لا تعلم

أننا جميعا في كل بقاع العالم ننتظرك ، حاملين إليك الدفئ الذي

افتقدته طيلة هذه التجربة السيئة الذكر ، وذلك من خلال آمالنا

الكبيرة في نجاتك ، ودعواتنا لك الملفوفة في كل اللغات ، والمعبرة

عن تضامن انساني رفيع ، لحد أن هناك من اغبطك عليه ، وانت

صغيري في محنتك ..

متلهفين نحن إلى سماع أخبار تسعدنا ، تزف إلينا ، وتخبرنا

أنك بخير ، و تجعلنا نحكي عنك ريان ، بصفتك الطفل المعجزة

الذي قاوم الموت ، وعبث القدر .

فريدة بوفتاس 04/02/2020

‏مقالات ذات صلة

Back to top button