‏آخر المستجداتلحظة تفكير

عبد الله العلوي: المقاومة المسلحة بمراكش 1953-1956

عرف المغرب نضالات عديدة منذ التواجد الاستعماري، في بعض مناطق المغرب خاصة في 1907، أو بعد أن أرغم المغرب على توقيع معاهدة الحماية في 30 مارس 1912. إلا أن النضال لم يتوقف في مواجهة الاستعمار في مختلف أنحاء المغرب، خاصة الصحراء حتى 1937، عندما انتقل النضال لمقاومة دخول الاستعمار إلى النضال الوطني، السياسي، والاجتماعي، والذي بدأ مع قراءة اللطيف، ضد الظهير البربري في 1930، وبداية كتلة العمل الوطني في 1934، ومظاهرات 18 شتنبر 1937، ضد زيارة وفد وزاري فرنسي لمراكش، التي وضع خطوطها، وقادها الراحل عبد الله ابراهيم، والراحل عبد القادر حسن، والراحل محمد الملاخ وغيرهم.

وقد كانت القيادة السياسية الوطنية لكتلة العمل الوطني ولحزب الاستقلال، تحاول منع أي عمل عنيف أو مسلح ضد الاستعمار وأعوانه، اعتقادا منها أن المرحلة مرحلة نضال سياسي، إلا أن قرار السلطات الاستعمارية في 20 غشت 1953 ينفي السلطان محمد الخامس، وتنصيب سلطانا آخر، أدى إلى انتفاضة عارمة على المستوى الوطني وإلى قمع شامل، مما فتح المجال لتأسيس الخلايا المسلحة في مختلف المدن المغربية خاصة مراكش والبيضاء والرباط وفاس وغيرها، وقد تأسست خلايا مراكش المسلحة التي أسسها مولاي عبد السلام الجبلي في سنة 1953 ورفاقه الشهداء: محمد البقال، ومحمد بن بريك “الفطواكي”، ورحال بن أحمد، وعلي بن الطاهر، وبوبكر بن امبارك، وعلال بن أحمد، وأحمد أقلا، وأحمد باعدي وغيرهم.

وقد استعان الجبلي، واسمه الحقيقي “مولاي عبد السلام الإدريسي الجميلي” بخلية المقاومة بالدار البيضاء برآسة الشهيد محمد الزرقطوني في التزود بالسلاح، وقد ارتبطت خلايا البيضاء بخلايا مراكش، حتى أصبحتا خلية واحدة تقريبا، بل أن مولاي عبد السلام الجبلي، كان عنصرا أساسيا وقياديا لخلية البيضاء مع الشهيد الزرقطوني وبعد استشهاد هذا الأخير.

ومن المعلوم أن اختيار المقاومين في الحركة المسلحة في مراكش، يتم عن طريق اختيار أشخاص لا شهرة لهم، ولاعلاقة لهم بالحركة الوطنية أو العمل السياسي باستثناء الجبلي والبقال وبن الشرقي، أما باقي أعضاء الخلايا فأغلبهم حرفيين وعمال وتجار صغار. وبالتالي كان من الصعوبة على المستعمر وأعوانه تحديدهم أو الاهتمام بهم، وقد انتقلت أعمال المقاومة المسلحة التي كانت أساسا خُططا تختار أهدافا في المدينة فقط، إلى تأسيس جيش التحرير، الذي كان هدفه الأعمال المسلحة في البادية أيضا وفي مختلف المناطق، وتم تقسيم المغرب إلى 3 مناطق، وقد تكلف الجبلي مع عبد الكريم المسيوي بالانتقال إلى المناطق الجنوبية والصحراء، لتأسيس خلايا الجيش الذي بدأت أعماله النضالية في مطلع 1955؛

وبالعودة إلى خلية مراكش المسلحة الأولى التي تألفت من: محمد البقال، عبد السلام الجبلي، أحمد أقلا، عبد الكريم المسيوي، العربي بن أحمد، باعدي بوجمعة بن المحجوب، علي بن الطاهر السوسي، مصطفى بن الحسن، الحسين بوعبيد، حسن بن إبراهيم، الحسين بن أحمد اليومني، كبور بن الحسين عياض، رحال بن أحمد، علال بن احمد، محمد بن بريك بن براهيم، مبارك بن بوبكر بن حمادي، علال بن أحمد مكيك، مولاي امبارك الناجي، محمد الكلاوي، عبد السلام بن الشرقي، حمو أوراغ، لحسن الروداني، محمد بن العربي المودن، مولاي الشافعي بن التهامي، الحسن بن مولاي امحمد، امحمد لخضير المسعودي، محمد بن الحاج عبد الله، و الفقيه محمد البصري ومحمد بن ابراهيم الضرير، أحمد الدوبلالي وأحمد النجار وعمر الساحلي.

وقامت بعشرات العمليات، ضد أعوان الاستعمار من شرطة ومقدمين وشيوخ وأعداء الحركة الوطنية، ومن أهم الأعمال التي قامت بها خلية مراكش المسلحة:

  • محاولة اغتيال محمد بن عرفة في 5 مارس 1954.
  • اغتيال موريس موني أحد أقطاب الاستعمار في 15 ماي 1954.
  • محاولة اغتيال الجنرال كيوم المقيم العام في 24 ماي 1954.
  • اغتيال الجنرال هيرو دهوتفيل في 20 يونيه 1954.
  • اغتيال جان تيفا المراقب المدني في 23 يوليوز 1954.
  • اغتيال الضابط الأعرج جورج ماري كيدون في 13 ماي 1955.
  • محاولة اغتيال البشير بن حيون بأكادير 1954.
  • محاولة اغتيال الباشا الكلاوي بمسجد الكتبية 1954.
  • محاولة اغتيال أوغيس كيوم 25 ماي 1954 بمحطة القطار.

ورغم الفترة القصيرة للمقاومة المسلحة المغربية 1953-1956حوالي 27 شهرا-، فإن أعمالها وإخلاص أعضائها وعملهم الدؤوب، أدى بعد ذلك إلى تأسيس جيش التحرير في 1954 بعدما تبين أن المقاومة المسلحة اقتصرت على المدن، وآن الأوان لحرب تحرير كبرى، مما عجل بمفاوضات الاستقلال، خصوصا أن فرنسا كانت مشغولة بالمغرب الأوسط أو الجزائر، ولا ترغب في اتساع الجبهات المقاومة لوجودها في المغرب العربي.

لقد كان للمقاومة المسلحة التي قادها الجبلي وإخوانه في مراكش، مع باقي جبهات المقاومة المسلحة وجيش التحرير في باقي أنحاء المغرب الدور النضالي الهام، الذي أدى إلى استقلال المغرب وإرغام المستعمر على المفاوضات، وكان ذلك بتضحيات جسام من طرف المقاومين وعائلاتهم. ففي محاكمة الدار البيضاء في 1954 أصدرت المحكمة الفرنسية الجزائية أحكام بالإعدام ضد عدد من الشهداء: 8 من مراكش، و6 من البيضاء، و4 من فاس، بالإضافة إلى الأحكام التي سبقت وتلت هذه المحاكمة.

مــــراجـــع:

  •  أوراق من ساحة المقاومة المغربية : عبد السلام الجبلي.
  • يوميات العمل الوطني والمسلح بالمغرب: عبد السلام الجبلي.
  • كفاح المغاربة من أجل الاستقلال: عبد الله رشد.
  • أسرار مهمتي بالمغرب: جيل بيير كرانفر.
  • –      80 سنة على حوادث 24 شتنبر 1937 : امحمد الخليفة.

*بــاحـــث

‏مقالات ذات صلة

Back to top button