فنون وثقافة

حسن المودن عريس أمسية الوفاء في بلدة المسقط والانتماء آيت داود

روح الجبل حين تعانق أبناءها البررة في أمسية ترسيخ ثقافة الاعتراف

“كُرِّمتُ، من قبل، في شيشاوة وإمنتانوت والجديدة ومراكش والصويرة… والشكر الجزيل والتقدير الكبير لأصدقائي وأحبابي وأهلي في هذه المدن الخمس الكريمة..؛ لكن التكريم في بلدتي الأصلية له معنى آخر.. آيت داود هي تلك البئر الأولى، هي طفولة الروح، بل هي الروح نفسها.. وتلك الروح، روح أهل الجبل، روح العرعار والشيح، الزيتون والخروب، الأركان واللوز، روح الزعيترة الأصلية والأصيلة هي التي كانت تحضن حفل التكريم وتؤلف، وبرائحة صدقها الخالص النادر، فقراته وجلساته، تحياته وعناقاته، كلماته وابتساماته، هداياه وتذكاراته.. هو تكريم بدفءٍ خاصٍّ، وبحميمية غير قابلة للوصف.. تكريم من الروح إلى الروح، وهما معًا من روح الجبل..”

هكذا اختار الناقد والمترجم الدكتور حسن المودن، في أمسية الوفاء التي نظمها المجلس الجماعي لآيت داود بتعاون مع جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الجماعة بدار الفتاة أيت داود يوم الثلاثاء 12 من الشهر الجاري، أن يوجه التحية أمام جمهور غصت به القاعة من ـآهالي وساكنة آيت داود ومنتخبيها وأطرها وفاعليها، ضمن حفل التكريم لمساره العلمي والتربوي والثقافي والجمعوي، الى جانب نخبة من أطر آيت داود تكريسا لثقافة الاعتراف والتميز، ضمن السعي الى ترسيخ هذا التقليد الثقافي والإنساني، للمجلس الجماعي، والتعريف برموز المنطقة والذين تألقوا في مسارهم العلمي والفكري والأدبي والشخصي، ولإبراز دورهم للأجيال الجديدة.

وخص البروفيسور حسن المودن بالشكر والتقدير الأجيال الجديدة في المؤسسات المنتخبة والإدارية، في الجمعيات والمجتمع المدني، وعلى رأسهم رئيس مجلس جماعة آيت داود الأستاذ محمد أرخا، وأعضاء المجلس الجماعي وجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الجماعة والسادة رؤساء جمعيات الآباء والأمهات في المؤسسات التعليمية، وعائلة المؤدن، والتي التأمت من مناطق متباعدة، والدته وأخواته وأصهاره وأعمامه وأبناؤهم..، وشرفاء الزاوية وطلبة المحتفى به في الجامعة وفي مركز تكوين الأساتذة وناس آيت داود البسطاء، الشباب والشيوخ، وقاماتٌ من أجيال جديدة ناجحة، ذكورًا وإناثًا: دكاترة ومهندسون وأطباء وأساتذة باحثون من أبناء البلدة..

هذه الالتفاتة الكريمة من بلدة المودن الأصلية، آيت داود جنوب مدينة الصويرة، هذه القرية الجبلية الأمازيغية والتي اختارت أن يحضر صغارها وكبارها، رجالا ونساء، وأن يغمروا لحظة إنسانية رفيعة بالمحبة والحفاوة، والتي تركت، كما أشار الدكتور حسن المودن في كلمته “أثرًا لا يمكن أن يُمحى.. لقد كانت فعلا أمسية وفاء: وفاء الأبناء لبلدتهم، ووفاء البلدة لأبنائها.. لقد غادرت بلدتي للدراسة، وعمري إحدى عشرة سنة، وقضيت أكثر من أربعة عقود بين المدن طلبًا للعلم أو تدريسا للعلم، وها أنا أعود إليها في أمسية الوفاء وأنا على مشارف الستين.. كل هذه السنوات بعيدًا عنها مازلت ذلك البدويّ الأصيل الذي لا يزالُ ينبض بقلبه ذلك الأمازيغيُّ الحيحيُّ ابن آيت داود الذي لم ينسَ أصوله، ولن ينسى جذوره أبدا.. فمن لا أصل له، لا حكاية له..”.

وتضمن حفل التكريم تقديم كلمات، للعديد من الفعاليات بالمنطقة، والتي نوهت بالمسار الإنساني والعلمي والثقافي والتربوي للدكتور حسن المودن، كما قدم الشاعر والإعلامي عبدالحق ميفراني عرضا عبارة عن شريط يوثق لمسار سيرة المحتفى به، الى جانب قراءات شعرية للزجال محمد أفلوس. وأكد السيد محمد أرخا، رئيس المجلس الجماعي لآيت داود، “أن هذا اللقاء هو ترسيخ لقيم المنطقة، في التآخي والاحتفاء برموز وأطر المنطقة. وهي لحظة يسعى، من خلالها المجلس الجماعي، الى خلق تقليد سنوي يمكن الأجيال الصاعدة من معرفة رموز المنطقة وأطرها وكفاءاتها. ولعل الاحتفاء بالبروفيسور حسن المودن، الى جانب العديد من الكفاءات، هي تعبير عن قيم الوفاء الأصيلة والتي ميزت آيت داود عبر تاريخها..”

الجزء الثاني من أمسية الوفاء، خصص لمجموعة من أطر وفعاليات آيت داود، والتي تألقت في مسارها العلمي والأكاديمي، وهم على الخصوص السادة الأساتذة: عبدالله بوعرفة، محمد العمري، نعيم محمد، سعيد المودن، محمد مناني، صوفيا أرخى، عبدالله المناني، الأخوان سعيد ومحمد اجباري وسعيد المناني، محمد أفلوس..، وفعاليات تنتمي للمجتمع المدني. كما اختتم الحفل، بتكريم التلميذ الحاصل على أعلى معدل لهذا الموسم الدراسي في امتحانات البكالوريا، واختتم بتوزيع هدايا وتذكارات للمحتفى بهم.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button