فنون وثقافة

مراكش : بنايات عشوائية تخدش جمالية معالم تاريخية بديعة

أذ/عبد الرحيم الضاقية

يعد سور مدينة مراكش من المعالم التاريخية الشامخة التي تشهد على تعاقب الحضارات والأسر الحاكمة منذ التأسيس ، فبالإضافة إلى الدور الدفاعي القديم أصبح له اليوم دور جمالي ودور منعش للذاكرة التاريخية الجماعية … ويعد السور من سمات المدينة الأساسية التي تشهد على عراقة تاريخها و أصالة فنونها القديمة. وهو أيضاً من أشهر المعالم التاريخية في المملكة المغربية، حيث يمتد سور مراكش على طول 11 كيلو متر ، كما يتراوح ارتفاعه بين 8-10 أمتار، ويضم عددا من الأبراج كما يعود تاريخ سور مراكش إلى بدايات القرن الثاني عشر الميلادي، و بني بأمر من الخليفة علي بن يوسف المرابطي ، وقد تم تصميمه وفق أجمل الفنون المعمارية

العربية والإسلامية الأندلسية، وتم تزويده بـ 25 بوابة كان يحمي كل واحدة منها 1000 حارس، كما كان السور محاطا بالحفر والخنادق لحماية المدينة .وكانت مداخل السور مرتبطة بالوجهات التي تؤدي لها حيث أن أسماء الأبواب تضع الزائر أو المسافر في الوجهة الصحيحة ( باب أحمر – باب دكالة …) كما تعطيه فكرة عن الأنشطة الممارسة في المدينة . وقد تعرض السور لهجمات الزمن والإنسان وكانت تتم عمليات الترميم في فترات الازدهار الاقتصادي والسياسي أما اليوم فأصبح السور ضمن هوية المدينة التاريخية والسياحية.

وقد ثمنت فعاليات المدينة الترميمات والإصلاحات الجارية حاليا على السور التاريخي حيث تم الاهتمام به على مستوى نوع الترميم والمواد المستعملة وطريقة إعطاء الأهمية للأبواب والشرفات والمخارج مما يسر الناضرين . لكن بعض المعالم المشينة تظهر من حين لآخر على طول السور الذي يتعرض للانتهاك من قبل السكان المجاورين أو المطلين عليه . وقد شهدنا حزما كبيرا من طرف الجهات الوصية والولاية من أجل التراجع على الكثير منها . ومن هذه الانتهاكات ما تمت ملاحظته مؤخرا على سور مراكش من تناسل بنايات عشوائية ومساكن فوق السور التاريخي مما يشوه منظره ويزيد من حجمه بشكل غير متناسق ناهيك عن انتشار اللواقط التلفزيونية عليه مما يطرح تساؤلات عن من يوجد وراء إسكان أسر ضمن معالم عمرانية تاريخية؟؟؟. وهذه الإضافات المقززة والتي تضر العين لن يقبلها بطبيعة الحال المهندسون البلديون الذي سهروا على إعطاء هذه الأبراج كل العناية على مستوى التهيئة والإنارة ، ولن تقبلها بالطبع السيدة العمدة التي تتقلد حقيبة التعمير والإسكان ، ولا كذا الوالي الذي له حس جمالي راقي . لذا فالساكنة والزوار يطلبون من هذه الفعاليات أسئصال هذه الأورام العمرانية التي تضر بالمنظر وبقيمة المعلمة التي توجد عليها وتشوهها .

‏مقالات ذات صلة

Back to top button